29 أكتوبر 2025

تسجيل

مسخرة!!

23 نوفمبر 2015

* ما رأيته على الشاشة لا يقال فيه إلا مسخرة أحرق بها السيد المذيع دمنا، ورفع ضغطنا، فقد بكى، وتباكى، قدم عزاءه، وفتح (حنفية) دموعه الاصطناعية، ثم صاح، وصرخ، وجلد (ناس المحروسة) بلومه، واستهزائه، واستيائه من (عمايلهم السودة)، إذ كيف لم يقدم المصريون جميعا بكل طوائفهم العزاء اللائق بضحايا الطائرة الروسية المنكوبة!! يقول المذيع (القرفان) من المصريين عديمي الذوق، والاحساس، واللياقة (هل ثمة وفد قدم التعازي للضحايا من أي حزب، من أي نقابة، من أي اتحاد؟ هل ألقينا أي وردة على رصيف أي سفارة؟ الإجابة لا!! أين النبل، أين الاحساس بالضحايا؟، تعالوا نذكر أنفسنا بإنسانيتنا لأنها يبدو أنها تتآكل منا، تعالوا نتوضأ، ونتطهر حتى يشعر الناس بتعاطفنا).. هذا جزء من نواح ابراهيم عيسى الذي عدد كأي نائحة مجتهدة من أجل عيون الضحايا مقرعاً اهل المحروسة جميعا من رئيسهم حتى غفيرهم، وهنا لابد أن نسأل المذيع (المتشحتف) قلبه على الضحايا، صاحب الواجب الرفيع، لماذا لم يتطهر الغرب ويشعرنا هو الآخر بإنسانيته؟ أين كان الكرملن من مصائبنا، وفواجعنا، وآلامنا؟ أين كان (الخواجات)، أين نبلهم، وتعاطفهم، أين وفودهم، ونقاباتهم، أين وضوؤهم وتطهرهم، أين إنسانيتهم يا (ضنايا)، أين هم من كل محنة زلزلتنا، وكل اعتداء وحشي أوجعنا؟، أين الإنسانية والقنابل تحصد أطفال (بحر البقر) في بورسعيد، أين النبل وطائرات إسرائيل تدك مدارس (الأونروا) بغزة وتقتل الآلاف منهم مئات الأطفال؟ أين التعاطف مع قانا الأولى، والثانية؟ أين الكرملن من حملة (الرصاص المصبوب) على أهل غزة وقد تفحمت الجثث، وضربت المستشفيات، وهدمت الدور على رؤوس ساكنيها، وأصبحت أحياء بكاملها أثرا بعد عين؟ أين، وأين، وأين يا أبو الواجب، أين كانت مشاعر الغرب الراقية، الضافية، أين شموعهم، وورودهم أو حتى بصلهم يا اسمك أيه؟ كل أحداثنا المؤسفة، كل آلامنا الفاجعة، انزلقت من فوق جلودهم السميكة، ولم يحرك إعلامهم ساكنا وهو القادر على عرض كل مشاهد الظلم، والقتل، والدمار، وكل أشكال التعدي في بؤر الدول المتخلفة كما يسموننا، نامت ضمائر الغرب الذي تنوح عليه حضرتك عن عدالة قضايانا مرة بالسكوت والتعامي، ومرات بالفيتو، لذا وفر وجعك، وعويلك، ولطم خدودك السمينة، وفر شِعْرَك، ونثرك، وبكائياتك الركيكة، وحنفيات دموعك التي ما زادتنا الا اشمئزازا من حضرتك، وقرفا من طلتك. نؤكد... لسنا شامتين، ولا كارهين، ولا محرضين على الإرهاب، ولكننا نستهول هواننا على أنفسنا، والمجاملات الباكية الفجة التي لا تليق بناس المحروسة مصر، ولا يبتلعها ولا يمررها الا ذليل، وصلت؟؟* قال للفيس بوك (بلاوي كثيرة) قلت صحيح لكن له محاسن لا يمكن تغافلها ومنه أنه أتاح للناس على مختلف مستوياتهم أن يكونوا صحفيين، ناقلين للأحداث لحظة وقوعها، لم تعد الحقيقة حكرا على أحد، الكل يملكها، ويسجلها بالصوت والصورة لتتوافر حصيلة رائعة من المعلومات الفورية غير المشكوك بصحتها، وبالتالي خف الإدعاء، وتوارت الفبركة، وأصبحت الأبواق في مأزق وقد واجهتها صور الحقيقة، جانب آخر من محاسن (الفيس) أنه قرب البعيد.. أي بعيد، حتى مظالم الناس أخذت طريقها عبر الفيس ليعرضها أصحابها باستفاضة على المسوؤل المعني ولا (الحوجة) للسكرتير الذي يرفض مقابلة الناس للمسوؤل وكأنه يمنح صكوك دخول الجنة، الآن لا مجال لأحد مهما بلغ من تعنت أن يمنع مراجعاً أو مظلوماً من مقابلة وزير، أو ملك، أو أمير، أو رئيس جمهورية، فالخط مفتوح، والناس تكتب والمظالم تصل للمعنيين، وتُفْحَصْ، وتُحَلْ، لا مجال أيضا لأحد مهما كان منصبه أن يضع لافتة ممنوع الاقتراب أو التصوير، أو النقد، فالتصوير شغال، والاقتراب بدون إذن، والنقد كالمنشار، ليل نهار، نعم الدنيا تغيرت، والفيس النمام لا يرحم أحدا، ولا يسكت عن مخالفات، ويتباهى بأنه منح الناس شجاعة فائقة، وجرأة نادرة في عرض المسكوت عنه من عورات، نعم" للفيس بلاوي".. لكن له أيضا حسنات، كي تصدق طوف وشوف. * طبقات فوق الهمس* تأكد أن كل من يحاول أن يؤذيك يقدم دون أن يدري شهادة موثقة بأنك أفضل منه.* الحقيقة أنك لن تجد إنسانا محترما، خلوقا، يسب غائبا، أو يعيب زميلا، أو يحط من قدر إنسان، كلما ارتقت أخلاقنا ارتقينا، وكلما انحطت هوينا، للتأكد انظر حولك.* قلت لها كثيرا عندما كانت تنفجر باكية.. صدقيني ان بعد العسر يسرا، وان طال العسر، وصدقتني أخيرا عندما انحلت العقد عقدة وراء عقدة وأرتها الحياة بعد عواصفها الراعدة أيامها الواعدة.* كانتا متخاصمتين بعد عشرة طويلة بفعل فاعل، ووقيعة غادر، عندما مرضت إحداهما هرعت الأخرى إليها، بكت عند سريرها ألما، واشفاقا! هذه لقطة تحكي عن (وفاء) فشلت كتب كثيرة في شرح شيء منه، نعم بعض مواقف (المحبة المخلصة) عصيِّة على الكتابة!