18 سبتمبر 2025

تسجيل

في الغرب.. رب ضارة نافعة

23 نوفمبر 2015

ضمن حملات الكراهية واستعداء الشعوب الغربية على الإسلام والمسلمين من بعد هجمات باريس، دخل الرئيس التشيكي هذا المضمار متنافساً مع بعض وسائل الإعلام غير النزيهة والأحزاب اليمينية المتطرفة، داعياً إلى طرد المسلمين ليس من بلده فحسب، بل كل أوروبا، مخالفاً لكل القواعد والأعراف الدبلوماسية وعلاقات الدول، باعتباره رئيس دولة وبالتالي هو الناطق الرسمي باسم شعبه ودولته.لن نستغرب من تصرفات ذاك الرئيس، فقد سبقه إلى ذلك من قبل زعماء الصرب في فترة تاريخية ماضية غير بعيدة، ويقوم بالمثل الآن بعض المرشحين اللاهثين في سباق الرئاسة الأمريكية باستغلال الحدث لأغراض انتخابية، والتعريض بالإسلام والمسلمين وتشويه سمعة هذا الدين ومعتنقيه.لن نتعمق في التاريخ كثيراً لنبين أن هذا الذي يحدث ربما يكون من باب "رُبّ ضارة نافعة".. فلنرجع سنوات قليلة إلى أحداث سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وكيف أن موجة كراهية وتشويه اجتاحت أذهان الأمريكان من أجل ترسيخ صورة ذهنية غاية في السوء ترتبط بالإسلام وكل ما يمت إليه بصلة.. ولا أزعم أن الموجة لم تنجح، بل نجحت إلى حد كبير مؤثر، ولكن لفترة مؤقتة لم تدم طويلاً بفضل الله، حتى بدأت موجة عكسية.الموجة العكسية بدأت ما إن هدأت الأمور بقدرة قادر، فحدث تهافت كبير من العامة والخاصة للتعرف على هذا الدين، الذي تضافرت جهود مؤسسات ووسائل إعلام ضاغطة حول العالم لتشويه سمعته وصورة كل من له صلة به، فحدث أن عرف الناس حقيقته، وبدأ غير المسلمين بالدفاع عن الإسلام، بل واعتنق الآلاف منهم هذا الدين، دون كثير جهد من أهل الإسلام أنفسهم. اليوم يتكرر السيناريو نفسه لمن لم يدرك السيناريو الأول قبل عقد ونصف العقد، حيث بدأت تتضافر جهود هنا وهناك لضرب هذا الدين من جديد وتشويش صورته في الأذهان، تساعدهم سرعة التواصل وكثرة وسائل هذا التواصل.. ولأن الأمر يتكرر مرة أخرى بوسائل جديدة، فإن مكتسبات الإسلام من السيناريو الأول، أحسبها ستتعزز، بل لا يمنع مانع من أن تتضاعف أخرى، وبنفس الوسائل المستخدمة حالياً لضربه وتشويهه، وسيتعرف الناس أكثر فأكثر على الإسلام، مصداقاً لقوله تعالى: "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".