17 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالة خادم الحرمين للإعلام وقادة الرأي

23 نوفمبر 2014

استشرف العالم أجمعه مرحلة جديدة باتفاق قادة دول التعاون الخليجي في قمتهم التشاورية الأسبوع الماضي في الرياض, كانت قمة استثنائية بكل المقاييس، لم تعد الأمور العالقة بين دول المجلس إلى مجاريها فحسب، بل متنت العلاقات وأطر العمل المشترك لمواجهة تحديات المرحلة بروح تعاونية جادة تستنهض قيم المجلس ونظامه التأسيسي الذي تمحورت حوله رؤى دول المنطقة حين إعلان قيامه في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وفي ظروف إقليمية وعالمية مشابهة للظروف الراهنة التي فرضت رهانات قاسية على مصادر القرار في المنطقة، بل تعدت إلى مراحل أصعب وأعمق في محاولة لجر الشعوب المحلية لتنافسية حادة للتأثير في مجريات الأحداث بصورة سلبية تستهدف الوصول بالخلافات المحلية إلى مرحلة عدم السيطرة بفعل التحشيد الإعلامي الواسع والممنهج غالباً, عموماً رغم كل عتمة ما قبل اتفاق الرياض وما قد تؤول إليه الأمور كان هناك بصيص شعاع قادم يدركه الواثقون في حنكة القيادات الخليجية، فهي ثقة مكتنزة لا يمكن أن تبددها اختلافات وجهات النظر مهما بلغ مداها أو غذيت بالأفكار الانتهازية المتسللة, فالاتفاق الخليجي ليس بروتوكولياً محضاً أو حفلة مجاملة "حب خشوم" تسف ما قد سلف، بل هو ارتكاز واثق بمهارة لنبذ الداء ومواجهة المرحلة القادمة بمقومات تصحح المسار وتتمكن لتلك المواجهة التي تغيض العداء ومن به وهم مستطير، وبالطبع تفرح كل متطلع لسلامة الخليج وواثق من قوته الصلدة التي تجاوزت بها ظروفاً تاريخية صعبة, فالاتفاق، ووفقاً للبيان الذي صدر عن الديوان الملكي السعودي كان يحمل التصريح المباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في حالة استثنائية لمثل هذه التصاريح، فكان يؤكد على وسائل الإعلام وقادة الرأي والفكر ليكونوا معينين لتحقيق الخير ودافعين للشر، وخص، حفظه الله، إخواننا من شعب مصر الشقيقة بالمناشدة للعمل في إنجاح هذا الاتفاق الذي يصب في مصلحة بلادهم والأمة عموماً, فهذه الرسالة الملكية الكريمة التي تُعبر عن ضمير كل القادة في دولنا وشعوبها المخلصة تستهدف لجم الشر ودعواته ووقف الخوض فيما لا ينبغي من دواعي الفرقة وتمس هذه الكلمات أيضاً ضمير الفكر العربي وقادته عموماً للوعي بمقتضيات المرحلة وظروفها والتوافق نحو الخير والعمل لأجله، فقد تحدث، حفظه الله، لكل العرب بشفافية مطلقة، موضحاً حقائق الموقف، ومحملاً الإعلام وعموم وسائله ومصادره مسؤولية تاريخية تجاه الأمة، وعليه يجب أن يفتح الإعلام في كل منابعه صفحة جديدة تؤسس لمرحلة من الوفاق والتقارب وتشخيص الداء دون التنابز والتراشق وتفجير غضب الشعوب وتحشيدها بالإثارة السلبية التي آلت ببعض شعوبنا ودولهم نحو المهالك والضياع، وهي بلا شك مسؤولية عظيمة يجب أن يستشعرها أهل الإعلام وكذلك كل المتلقين من العامة، فقد بلغ السيل الزبى ووصل السل إلى العظم، لذلك كانت رسالة خادم الحرمين مباشرة تعني الجميع، لذلك فلنؤسس لميثاق شرف إعلامي يلتزم به كل المشتغلين في الإعلام وقيادة الرأي في وطننا الكبير لنتجاوز جميعاً المخاطر الجسام التي تحيط بأمتنا، نسأل الله التوفيق والسداد لقادتنا في دول الخليج، فقد أبهجنا اتفاق الرياض بكل ما فيه.