14 سبتمبر 2025

تسجيل

نجاح مهرجان المحامل التقليدية وإحياء تراث الآباء والأجداد

23 نوفمبر 2014

عشنا بالأمس مع فعاليات النسخة الرابعة من "مهرجان المحامل التقليدية" على شاطئ "كتارا" الذي يقام للمرة الرابعة على التوالي، وبتفاعل كبير من قبل المواطنين والمقيمين في قطر وفي دول مجلس التعاون الخليجي الذين حضروا خصيصا للمشاركة في هذا المهرجان السنوي المهم الذي يقام بهدف احياء التراث والمحافظة على هذا الارث الحضاري الذي اطلقته قطر لتحقيق هذا الغرض في ظل الرعاية الكبيرة التي يوليها له سمو أمير البلاد المفدى ومن قبله سمو الأمير الوالد حفظهما الله.جاءت النسخة الرابعة لمهرجان المحامل التقليدية الذي استضافته "كتارا" خلال الأسبوع الماضي مشتملا على الاهداف التي رسمت له بغرض اقامة هذه الفعالية لربط الاجيال المعاصرة بتراث الأجداد.** أهمية هذه الفعاليات التراثية:جاءت رؤية قطر الوطنية 2030 للتأكيد على عدة اهداف لبناء الانسان القطري وخلق مجتمع يقوم على الابداع الخلاق في شتى المجالات، ومن هذه المجالات مجال التراث والاهتمام به وتوعية أجيال اليوم بقيمة الموروث التراثي بشكل خاص والثقافي بشكل عام، خاصة ان العصر الذي نعيش فيه تسوده جميع الثقافات التي اختلط فيها الحابل بالنابل فتشتت المجتمعات وانقسمت الى قسمين:قسم يحافظ على هويته وثقافته وارثه الحضاري، وقسم ضاع في هذا العصر بسبب بعده عن ثقافته الاصلية والتأثر بالآخرين دون الاتكاء على ثقافة وطنية صحيحة قوامها المبادئ والمعايير التي رسمتها الخطط الوطنية في مجال موروث الآباء والاجداد الذي يجب المحافظة عليه والعض عليه بالنواجذ دون خوف او تردد.** الفعاليات تخدم أجيال اليوم:من الامور التي يجب الاشادة بها في مهرجان المحامل التقليدية انه لا يقدم بشكل عشوائي، بل بشكل مدروس ومخطط له بطرق نستشعر منها انها تسعى لمشاركة جميع طبقات المجتمع والحضور للاستئناس بهذا المهرجان السنوي الذي لم يستحدث إلا من أجل مشاركة الجميع فيه، فهو من المهرجانات الترفيهية في المقام الاول، وثانيا انه يرسل رسالة واضحة لاجيال اليوم للاهتمام بتراثنا الذي خلفه لنا الآباء والاجداد لكي يسير عليه الابناء وهم على ثقة بتحقيق النجاح تلو النجاح وصولا الى بر الامان بعد ذلك.واذا كان العامل الترفيهي من العوامل الرئيسية في اقامة هذا المهرجان الا ان الاهداف التوعوية والتثقيفية والترفيهية قد تكون الاهم لكي يتشرب اطفالنا الصغار بشكل خاص القيمة الكبرى من اقامة هذا المهرجان، واستمراره للسنة الرابعة على التوالي يدل على نجاحه ودخوله الى عقول ابنائنا.** بنية المجتمع وخدمة رؤيتنا الثقافيةلاشك ان لكل دولة رسالة ثقافية واضحة المعالم لخلق مجتمع قوامه الهوية الوطنية التي يحافظ عليها من خلال عدة مرتكزات لا يحيد عنها مهما تغير الزمن، لأنه من السهل التخطيط للرؤية الوطنية ووضع المعايير والاهداف ولكن من الصعب المحافظة عليها او تنفيذها بالشكل الصحيح لخدمةالاجيال، وهذا هو الاهم.فقد حددت رؤية قطر الوطنية 2030 في مجال بنية المجتمع العمل على:أولا: بناء مؤسسات عامة فعالة ومنظمات مجتمع مدني نشطة وقوية تسهم في المحافظة على التراث الثقافي الوطني وتعزيز القيم والهوية العربية والإسلامية.ثانيا: تقديم خدمات ذات جودة عالية تستجيب لحاجات ورغبات الأفراد والمنشآت الاقتصادية.ثالثا: بناء مجتمع آمن ومستقر تسيّره مبادئ العدل والمساواة وسيادة القانون.رابعا: تعزيز قدرات المرأة وتمكينها من المشاركة الاقتصادية والسياسية، وخاصة تلك المتعلقة بصناعة القرار.خامسا: غرس وتطوير روح التسامح والحوار البنّاء والانفتاح على الآخرين على الصعيد الوطني والدولي.** مقترحات للارتقاء بالمهرجانالمهرجان مميز بشكل يجعل الشباب الخليجي يتحمس للمشاركة والحرص على حضور فعالياته، ولكننا في هذا المقام نقدم بعض المقترحات للارتقاء بالمهرجان في نسخه القادمة، مثل: — عرض أحد الافلام العالمية الحديثة التي تمس حياة البحر أو الغوص أو التراث ان وجدت. — إقامة معرض للصور عن كل دولة من دول الخليج ابان حياة الغوص على اللؤلؤ مع بعض الافلام المصورة القديمة. — مشاركة كبار السن من دول الخليج في عرض تجاربهم مع البحر ويكون بشكل مختلف عن الشكل الحالي. — تحديد احدى الشخصيات الخليجية التي لعبت دورا مهما في البحر قديما واقامة ندوة عنها خلال المهرجان في كل عام. — اختيار احد الشعارات لكل نسخة من المهرجان يكون مرتبطا بالبحر والغوص ويتم تدشينه مع بداية المهرجان. — استحداث احد الاجنحة داخل المهرجان تعرض فيه جميع انواع سفن الغوص التي عرفت في الخليج ليتعرف النشء عليها وعلى اسمائها الصحيحة مع وجود خبراء من الخليج للتعريف بهذه الاسماء لخدمة اجيال اليوم.** وفي الختام:نطالب باقامة المزيد من هذه الفعاليات لخدمة الاجيال المعاصرة بشكل ميسر ومبسط مع العمل على تحبيب التراث لابنائنا ليحافظوا على تراث الآباء والاجداد بكل اريحية.وانا على ثقة بان النسخة القادمة ستكون افضل من التي سبقتها، لأن استمرارها اسهم في حب الناس لهذا التراث والاصرار على حضور فعالياته.** كلمة أخيرة:إقامة هذه الفعالية برعاية واهتمام من قبل سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وسمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لسمو الأمير رسالة واضحة لاهتمام الدولة بتراث الأجداد.