13 سبتمبر 2025
تسجيلوان.تو.ثري.. فيفا لالجري.. واحد.اثنان.ثلاثة.. تحيا الجزائر.. هذا الهتاف التقليدي لجماهير الكرة الجزائرية الذى رج ستاد مصطفى تشاكر بمدينة البليدة الصغيرة وشوارع وميادين البلاد بعد الإنجاز التاريخى الذى حققه منتخب الجزائر بالتأهل للمونديال البرازيلى الصيف المقبل للمرة الثانية على التوالى والرابعة فى تاريخه.. هزنى أنا شخصيا وهز مشاعر كل العرب لأنه حفظ ماء وجه الكرة العربية فى المونديال. فهذه هى المرة الثانية على التوالى التى يحقق فيها منتخب الخضر الجزائرى هذا الإنجاز الفريد.. ففى مونديال جنوب إفريقيا 2010 كان هو ممثل العرب الوحيد.. وفى مونديال البرازيل 2014 سيكون أيضا الممثل الوحيد للعرب بعد أن خرجت كل المنتخبات العربية فى القارتين الآسيوية والإفريقية من تصفيات المونديال.. بل إن بعضهم من اصحاب الأرقام القياسية فى التأهل للمونديال خرج مبكرا جدا مثل المغرب والسعودية!! والمثير للدهشة والإعجاب فى نفس الوقت أن المنتخب الجزائرى حقق هذا الإنجاز التاريخى بمجموعة من اللاعبين الشباب مثل إسلام سليمانى وسودانى الذين تنقصهم الخبرة الدولية ولم يكن بينهم من الأسماء الكبيرة المعروفة سوى مجيد بوقرة نجم دفاع نادى لخويا القطرى!! فقد قام المدرب البوسنى المسلم وحيد خليلوفيتش وهو بالمناسبة كان مرشحا لتدريب العنابى باستبعاد عدد كبير من اللاعبين الكبار مثل كريم زيانى وعنتر يحيى بعد فشل الفريق فى نهائيات كأس الأمم بجنوب إفريقيا فى يناير الماضى وخروجه من الدور الأول.. واعتمد على وجوه جديدة لدرجة أن الكثيرين فى الإعلام الجزائرى والخبراء والمدربين واللاعبين الدوليين السابقين شنوا حملة شرسة على المدرب البوسنى وطالبوا برحيله.. لكن الرجل صمد حتى حقق ما فشلت فيه كل المنتخبات العربية بقيادة مدربين وطنيين وأجانب!! لم يكن أكثر المتفائلين فى الجزائر يتوقع التأهل للمونديال البرازيلى ولكن الفريق بقيادة خليلوزيتش ظل يتقدم فى التصفيات الخطوة بعد الخطوة.. حتى أوقعته القرعة فى الدور النهائى أمام منتخب قليل الخبرة وهو بوركينا فاسو غير المصنف فى القارة الإفريقية ولم يسبق له الفوز بكأس الأمم أو التأهل لكأس العالم.. وكان الفريق محظوظا بالفعل فى المبارة الحاسمة عندما سجل هدفا غريبا من دربكة أمام مرمى بوركينا لدرجة أن المدافع البوركينى حاول أن يبعد الكرة لترتطم بوجه بوقرة وتسكن الشباك وفى نفس الوقت حرمت العارضة الجزائرية منتخب بوركينا من هدف قاتل فى الدقائق الأخيرة من المباراة.. وكعادتى دائما أقول إن التوفيق لا يحالف إلا المجدين والمجتهدين. مبروك لمنتخب الخضر ولكل جزائرى.. ومباركة خاصة لمحمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى لكرة القدم وعضو تنفيذية الفيفا صاحب أكبر إنجازات فى تاريخ الكرة الجزائرية.. وتمنياتنا للفريق أن يظهر بشكل أفضل من ذلك الذى ظهر عليه فى مونديال جنوب إفريقيا 2010.