11 سبتمبر 2025
تسجيللأجيال عدة كان الإنسان العراقي يستحضر صور المغنيين والمغنيات من العصر العباسي، كان إبراهيم واسحاق الموصلي وكان زرياب وعليه بنت المهدي وإبراهيم بن المهدي وعبيد وابن فريح، وبالعودة إلى كتاب الأغاني وليالي الرشيد وجعفر البرمكي وليالي النواسي والأمين نكتشف ساحات من الإبداع، ولكن إلى ماذا يستمع الآن الإنسان العراقي، يقول الوالد صبري الرماحي: يا ولدي العراقي الآن لا يسمع سوى صوت الانفجارات والسيارات الملغومة وصرخات الثكالى والأرامل، يا ولدي لم يبق من الشدو العراقي سوى الصرخات، ولم يبق من الغناء سوى ما تسمع وترى، ولا يمكن لكائن ما كان أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، نحن عشنا زمن الفن الجميل وفي كل الأطر، الغناء الطربي وسمعنا ألوان الغناء، المقام والبستة، أغاني الحضر والريف، آه يا ولدي. لماذا العراق؟ لماذا الهوى كله للعراق؟ لماذا جميع القصائد تذهب فدوى لوجه العراق؟ هذه المفردات بعض من نزيف الشاعرة سعاد الصباح. لماذا المقام العراقي يدخل في قلبنا من جميع الجهات؟ وبعد هذا تسأل عن الشدو العراقي، لماذا لا تسأل مثلاً صديق عمرك بو ناظم.. أين الغناء العراقي؟ لقد كان ملتصقاً ومازال بناظم الغزالي وداخل حسن وجواد وادي ولميعة توفيق ووحيدة خليل، أتمنى ألا تنكأ جرحي الدامي، وألا تعيد عقارب الساعة إلى الوراء. ولكن هناك أصواتاً والوطن العربي ولاد، وأعتقد أن الزمن كفيل بالأمر.. وللحديث بقية.