11 سبتمبر 2025

تسجيل

تشجيع الرأي الآخر

23 نوفمبر 2005

اللوم لا يقع على جامعة قطر فقط فيما يتعلق بإعداد طلابها وطالباتها للحياة العامة بالنسبة للتفاعل الايجابي، وتعويدهم على النقد الذاتي، وإبداء الرأي، والدفع بهم وتشجيعهم نحو ابداء الرأي الآخر...، فالجامعة قد تكون نهاية الحياة العلمية بالنسبة للشاب والفتاة . نمط الحياة الدارجة في المجتمع، وفي العلاقات الاجتماعية، وفي الاسرة، وفي المدرسة، تدفع نحو تقوقع الطفل او الشاب على ذاته، وعدم التفاعل مع ما يطرح بالمجتمع أو في الحياة العامة، وهناك امثلة عديدة على هذا الصعيد، من ذلك مثلا ان البعض من الأسر ترفض او فلنقل تلطيفا انها لا تتيح لابنائها ابداء آراء قد تكون مخالفة للأب أو الأم، بل تصر دائما على ان يقوم الابن او الابنة بتنفيذ ما يطلب منهم دون الاستماع لهم، وعدم تقبل رأي قد يكون مخالفا لما يطلب منهم، مما يخلق لدى الطفل ثقافة التنفيذ فقط، دون منحه حرية التحدث بما يجول في خاطره من أفكار أو آراء قد تكون أجدى من رأي الأب أو الأم . في المجالس العامة قلما نتيح لابنائنا حرية الحديث او الاستماع لآرائهم حول مختلف القضايا، بل حتى أن بعض الاسر ترفض أن تتيح لابنائها المشاركة في اختيار حاجاتهم من ملبس او متطلبات دراسة او ادوات مختلفة...، فيصبح الابن لا اراديا سلبيا في المشاركة، لأنه تعود على عدم المشاركة، وينغرس فيه الخوف من ان يقول شيئا ثم يستهزأ به، او لا يعطى الاهتمام... في المدرسة، كيف يتم التعامل مع الطالب، وما هي مساحات الحرية المتاحة امامه، وما مدى تقبل المدرس لرأي الطالب في طرق التدريس او الاسلوب المعتمد في شرح المادة، او في المناقشات العامة ... . قلما نجد مدرسة تتيح لابنائها حرية إبداء الرأي الاخر، بل لا نجد مدرسة تكافيء مثلا الطالب الذي يطرح رأيا مغايرا عن الرأي الدارج بالمدرسة أو الموافق لما رأي المدير او المدرس... قلما نجد مدرسة تكافيء أصحاب الأفكار الجديدة، والمبادرات الخلاقة، وتعلن على الملأ أن طالبة أو طالباً ما قد حقق إنجازا، وقدم مشروعا مميزا، على ان يتم الاحتفاء به ليس فقط على مستوى المدرسة، بل يتجاوز ذلك على مستوى وزارة التربية والتعليم... نريد من المجتمع بأسره، أفراداً ومؤسسات، تشجيع الرأي الآخر، والمشاركة في خلق وعي لأن الرأي الآخر هو اثراء للمجتمع، ولمؤسساته وبنائه الداخلي بشكل عام. البيت والمدرسة والجامعة والمجتمع عموما، الجميع مطالب بتعويد ابنائنا على الرأي والرأي الآخر بكل حرية، مع ارشادهم بالطرق الموضوعية، والأسلوب المنطقي في التناول لأي قضية.