17 سبتمبر 2025

تسجيل

محمد كافود وتكريم الأدب القطري الحديث

23 أكتوبر 2019

في مبادرة ذكية من مؤسسة الحي الثقافي - كتارا – تم في الفترة الأخيرة تكريم مجموعة من الرواد القطريين في مجال الشعر والأدب والأغنية وغيرها.. وهي خطوة من خطوات تشجيع السير على خطى هؤلاء الذين نسيتهم الأجيال ولم تحظ بالتكريم الذي يليق بهم وبما قدموا من جهود لا تنسى في خدمة المجتمع القطري. وفي لقاء جمعني بأحد المفكرين كنا نتحدث - قبل أسابيع - عن احياء ذكرى هؤلاء الرموز والرواد الذين ساهموا مساهمة جليلة في توعية افراد هذا المجتمع.. سواء كان ذلك من خلال التدريس في الجامعات او الإصدارات الفكرية او عبر وسائل الاعلام المختلفة خاصة في فترتي الستينيات والسبعينيات حيث كان الناس بحاحة الى نشر الوعي الثقافي والتربوي والديني والترفيهي على وجه الخصوص.. فحمل هؤلاء لواء التنوير بكل ما كانوا يمتلكون من وسائل متاحة لنشر الثقافة. وللأمانة نقول: إن الخطوة المباركة التي أقدمت عليها مؤسسة الحي الثقافي – كتارا – في قطر تأتي في وقت اصبح تهميش الرموز الثقافية شيئا عاديا بسبب اختلاف المفاهيم للثقافة والتضارب في تطبيقها بالشكل الصحيح بسبب عدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب للارتقاء بهذا المضمار الذي يخدم الإنسانية ويرعى فروعها بالشكل المأمول.. ولكن استطاع الأخ الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي في كتارا، كسر الركود لهذا الجانب والسير بالثقافة للامام لتكريم رموزها بما يحقق الهدف المنشود من الرعاية الحقيقية للثقافة. تكريم الدكتور محمد كافود: جاء من قبل – كتارا - بالأمس ليعيد المكانة والهيبة لامثال هؤلاء الرموز الذين كانوا في يوم من الأيام يقودون جامعة قطر كمركز اشعاع فكري لا غنى عنه في تربية الأبناء وتخريج الآلاف من الطلاب والطالبات خاصة في مجال الأدب الحديث واللغة العربية بشكل خاص والتركيز على الثقافة في قطر بشكل عام. مسيرة حافلة مسيرة الدكتور كافود حافلة بالعطاء في خدمة اللغة العربية وآدابها.. فهو يحمل درجة الاستاذية من خلال وجوده في قسم اللغة العربية بجامعة قطر الذي عمل فيها بعد حصوله على درجة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة الازهر- بمصر، وواصل نشاطه في جامعة قطر الوطنية لعقود طويلة.. وتشرفت شخصيا بالدراسة على يديه في الجامعة سنة 1986 م حتى تخرجت منها عام 1987 م.. كما ان أديبنا الفاضل قد شغل منصب وزير التربية لفترة من الزمن وعمل كذلك في المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث.. وله عدة مؤلفات علمية وبحوث أدبية تمس المجتمع القطري في مجال الادب القطري ومنها بعض الدراسات عن المشهد الثقافي والادب الشعبي والشعر النبطي مع التركيز على شاعر الحب العذري محمد بن عبدالوهاب الفيحاني المتوفي عام 1939 م. ويبقى كتابه " الأدب القطري الحديث " أول كتاب عالق في تاريخ الأدب القطري سواء كان الفصيح منه أو الشعبي.. حيث صدر قبل أربعة عقود وهو اليوم يعد من مصادر الادب والثقافة في قطر.. بالرغم من الحاجة الى تطويره وتحديثه بما استجد من احداث تمس المشهد الثقافي خلال السنوات الماضية.. ولعل الكتاب يخطى باهتمام مؤسساتنا الثقافية والعمل على إصداره في حلة جديدة وبثوب مشوق لاجيال اليوم. من هنا: فان تكريم أحد رموز الادب القطري الحديث في قطر بمثابة خطوة أولى لتكريم المزيد ممن خدم الثقافة في قطر على مدى العقود الخمسة الماضية.. حيث إن هذا التكريم المستحق يوثق لهذه الرموز مسيرتها في العطاء ويعرف أجيال اليوم على هذه الأسماء التي لابد ان نستشهد بها اليوم ونتذكرها حتى لا تغيب عن الذاكرة الوطنية. كلمة أخيرة: مطلوب الاهتمام اكثر بالمبدع القطري.. والاهم من كل ذلك هو توثيق أعمالهم وانتاجهم الفكري.. لان الأجيال المقبلة سوف تسألنا عن هؤلاء وعما قدموه من اعمال تستحق الحفاظ عليها من الاندثار والضياع.. فلنبدأ هذا الجانب التوثيقي لرموز الثقافة والفكر من الآن قبل فوات الأوان.. فهل من مجيب ؟. [email protected]