استئجار العقول

كم هو مؤلم ومحزن أن يتحول إنسان ما ذو قيمة علمية أو أدبية أو إعلامية أو فنية أو دعوية إلى أداة رخيصة يتقاذفها رويبضات تافهة ساقطة أصحاب نفوذ، ومستشارو السوء خفافيش الليل.فاستئجار العقول فكرة قديمة متجددة، واستشرت بقوة كما يستشري السرطان في الجسم- عافانا الله والجميع من هذا المرض - في هذه الآونة الأخيرة، وخاصة الحصار الجائر الغادر الظالم الخارج عن كل معاني الشرعية والإنسانية والقانونية والإخلاقية، والأعراف على دولة قطر – حفظها الله- .دول لم تستحِ من الله تعالى ولا من أنفسها ولا من الناس، ولا حتى من الأمم الأخرى، فاستأجرت عقولا من الداخل ومن الخارج، وللأسف بعض هذه العقول أكاديمية جامعية، وعقول إعلامية (مهرجة) ناقصة عقل ودين وأدب، وعقول اقتصادية، وعقول سياسية، وعقول رياضية، وعقول فنية، وعقول انتسبت للعلوم الشرعية تريد تطويع الأحكام الشرعية كما يريدها السلطان ومرتزقة الحاكم ورويبضات الدرهم، إنها عقول منحطة لا مروءة عربية ولا إنسانية، باعت عقولها وضمائرها للباطل يعبث بها كيف يشاء. ونقولها بكل صراحة إن هذه العقول سواء أكانت عربية أو أجنبية وبأية لغة تتحدث وتكتب، والتي استأجرتها دول الحصار الغادر، للنيل والطعن والتجريح بدولة قطر- حفظها الله - وبأميرها وقيادتها وشعبها وحتى المقيمين على أرضها، بكل وسيلة وأسلوب رخيص متدنٍ، لم تستطع أن تغير من الواقع شيئا، أو حتى تحرك عقول الغير إلى ما تريده -مساكين دول الحصار الجائر ضاعت عليهم - ودولة قطر حفظها الله (دوختهم وضيّعت عليهم خريطة الطريق التي رسموها وخططوا لها وأصبحوا في متاهات)-.وأنى لهذه العقول المستأجرة الناقصة أن تصل لبغيتها ومرادها، سوى جمعها للأموال وزيادة أرصدتها وانتفاخ جيوبها، وتشبثها بمناصبها أو حصولها على الامتيازات، وإذا تم استغلالها وانتهاء صلاحيتها إلى آخر رمق، طردت ويتم تحييدها بعد ذلك، فعندها خسرت كل شيء، بعد أن ضيعت أخلاقها وقيمها. ونتحدى دول الحصار أن تقدم دليلاً واحداً على أن قطر استأجرت عقولاً لتدافع عنها كما فعلوا هم لضرب وطعن دولة قطر- حفظها الله - الحرة ذات السيادة والمكانة، الشرفاء الأحرار في جميع أنحاء العالم كلهم مع دولة قطر، بل وحتى شعوب دول الحصار كلها مع قطر وقيادتها، ولكنها شعوب مغلوبة على أمرها، نسأل الله أن يفرج عنهم. فالعقول الحرة الكريمة الشريف الأبية لا تُسلم عقولها للآخرين مهما كانت الدوافع، ومهما بلغت مراكز وسلطان من يدعونهم إليه. "ومضة"لقد أسقط حصار قطر الجائر الظالم الغادر العقول المستأجرة... وصدق من قال:-ولا خيرَ في حُسنِ الجسومِ ونُبلِها إذا لم تَزن حُسنَ الجُسومِ عُقُولُ