15 سبتمبر 2025

تسجيل

ذكرني بيوم ميلاده بعد وفاته

23 أكتوبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ذكرني الفيس بوك بيوم ميلاد أحد إخواني وأصدقائي، قائلا: أكتب أمنية بمناسبة يوم ميلاده على يومياته، ولم يعلم أن الموت قد سبقني إليه قبل أسابيع من يوم مولده، وكنت له ناعيا ولأهله معزيا، قبل أن يأتي اليوم الذي أكون فيه له مهنئا. لم يفطن الفيس أني ترحمت على صديقي على صفحاته، ودعوت أصدقائي لصلاة الغائب عليه، بعد أن حال السفر بيننا وبين شهود جنازته، وتبادلت العزاء مع أهله وإخوانه أيضا على صفحاته.لم يفطن الفيس أن هذا كله جرى أمام عينيه، وأن هذا كله تم على مسامعه، وعاد ليذكرني بيوم ميلاده، كالأعمى الأصم، ولكنه خيرا فعل، وكأن القدر أراد لصديقي أن يجعل من الفيس مذكرا لي ولإخوانه وأحبابه بتجديد الترحم عليه، والدعاء له، وأراد أن يسوق إلى عبرة وتذكرة، أنك اليوم جاءتك رسالة عن صديق وحبيب فارق الدنيا، وغدا ستأتي رسالة لغيرك تذكره بيوم ميلادك، بعد أن تكون قد صدرت شهادة وفاتك. هذه هي الحقيقة التي لا مراء فيها (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) وهذا هو المآل الذي يأوي إليه كل حي (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ).وعند المنتهى، ويوم الاستقرار، يكون الإضحاك والإبكاء، (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى). قال الطبري: وأن ربك هو أضحك أهل الجنة في الجنة بدخولهم إياها، وأبكى أهل النار في النار بدخولهم لها.أما أمنيتي التي أرجوها وأكتبها لصديقي في يوم ميلاده بعد أن انقطعت أعماله، فهي دعاء ورجاء، أن يكون من أهل الجنة، وأن يكون قد بشر بمقعده من الجنة، وأن يكون قد أبدله الله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وأن يكون قد طهره الله من جميع الذنوب والخطايا، وكلنا صاحب ذنب، وأن يكون قد غسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد، وكلنا مقارف الخطايا.هذه هي هدية النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يهديها لمن مات، دعاء ورجاء.روى الإمام مسلم بسنده أن عوف بن مالك، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول: "اللهم، اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر - أو من عذاب النار –. ولمكانة الداعي، ولقدر الدعاء، قال الراوي عوف بن مالك: "تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت".وبعد أن فارقنا الصديق الحبيب إلى من هو أرحم به منا، ندعوه سبحانه بما ورد عن نبيه صلى الله عليه وسلم: "اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فقه من فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحمد.رواه أبو داود وصححه الألبانيودعاؤنا لأنفسنا وللمؤمنين في مثل هذا الموطن، أن يحيينا الله تعالى على الإسلام، وأن يتوفانا على الإيمان، وأن يكرمنا بالستر في الدنيا والآخرة، كما كان يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على الجنازة، يقول: "اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان. رواه أحمد.