20 سبتمبر 2025

تسجيل

وسقطت ورقة صفراء أخرى

23 أكتوبر 2011

بمقتل العقيد القذافي أو إعدامه أو موته أجد نفسي مرغماً للعودة إلى ذلك الطفل الصغير الذي استشهدت بقصته مراراً عندما كان يهتم بشجرة صغيرة في المنزل وعندما جاء الخريف بدأت أوراق هذه الشجرة تميل إلى الاصفرار ثم تتساقط واعتقد هذا الطفل أن اللون الأصفر سبب تساقطها فأحضر طلاء أخضر وبدأ يصبغ كل ورقة يميل لونها إلى الاصفرار باللون الأخضر ظناً منه أن الأوراق لن تسقط لكنها تستمر في التساقط ولم يدرك هذا الطفل أن عمرها الافتراضي قد انتهى ولم يدرك أيضاً أنها دورة الحياة الطبيعية ولم يدرك أيضاً أن سقوط هذه الأوراق الصفراء لا يعني موت هذه الشجرة بل إنه لم يدرك أن هذه الشجرة سوف تجدد شبابها وسوف تظهر أوراق خضراء يانعة بدل تلك الأوراق الصفراء المتساقطة. عقلية أغلب نظامنا الرسمي العربي مثل عقلية وتفكير هذا الطفل تماماً فهي تحاول إطالة عمرها فوق الكراسي حتى لو أنها تدرك تماماً أن أوراقها أصبحت صفراء ويجب أن تسقط وتفسح المجال لبروز وحياة وظهور أوراق خضراء غيرها والأمثلة عديدة وكلها تتحدث لنا عن هذه العقلية بدءا من المرحوم أبورقيبة مروراً بالهارب زين العابدين بن علي والرئيس المخلوع حسني مبارك وآخر هذه الأوراق التي أسقطها الشعب بعد عناد واستكبار وغرور وغطرسة وعناد العقيد معمر القذافي. لكن سقوط هذه الأوراق الصفراء لا يعني إعفاءها من مسؤولية تدهور حالة الشجرة العربية وعدم قدرتها مدة من الزمن على طرح ثمار يانعة ومفيدة لشعوبها، فيجب ورغم سقوطها محاسبتها أمام قضاء وطني، لماذا احتكرت السلطة ولماذا أفسدت العطاء الشعبي، ولماذا منعت الشعب من ثمار شجرته الوطنية، بل لماذا اعتبرت شجرة الشعب شجرة الأسرة أو العائلة فقط ولها خير وعطاء هذه الشجرة فقط وللشعب الفتات.. بل لماذا مدت يدها إلى الأجنبي وتحالفت مع أعداء شعبها، ولماذا بددت ثروات وخيرات هذا الشعب وأهانت كرامته وأهدرت حريته واستقلاله؟؟ هذه الأسئلة تنتظر الإجابة من الورقة الصفراء الساقطة حسني مبارك الآن بينما ورقة الهارب بن علي، فلابد من المطالبة بعودته إلى تونس ومحاسبته أمام القضاء على كل جرائم الفساد وكبت الحريات وامتهان كرامة وعزة الشعب التونسي وكذلك التفريط باستقلال وسيادة تونس وتعريض الأمن الوطني والقومي التونسي للخطر من خلال علاقاته مع العدو الصهيوني والغرب. أما ورقة ليبيا الصفراء التي سقطت كنت أتمنى لو أن الشعب الليبي حافظ عليه وقدمه للمحاكمة، علماً أننا شاهدناه حياً أثناء اعتقاله وسمعنا أن بعض من أسروه قاموا بإعدامه وهنا أطالب بتقديم قتلة القذافي للمحاكمة ومعرفة الدوافع والأسباب وراء عملية إعدامه لأنهم بذلك طمسوا الحقيقة التي يجب أن يعرفها كل ليبي وكل عربي، كان لابد من تقديم القذافي للمحاكمة ومعرفة علاقاته مع المجرم توني بلير عندما اختاره مستشاراً له وهو يعلم أن يدي هذا المجرم ملطخة بدماء مليون ونصف المليون عراقي هو والمجرم جورج بوش الابن والذي يلاحقه اليوم العالم ويطالب بمحاكمته على جرائمه وآخر هذه الدول اليوم هي كندا والشعب الكندي. كنا نتمنى لو أن الشعب العربي الليبي حاكم القذافي بتهمة خيانته لوطنيته الليبية واعتبار الشعب الليبي جرذانا فقط وانه هو ليبيا وهو شعب ليبيا، وكنا نتمنى أيضاً أن يحاكمه الشعب العربي الليبي عندما خان الأمة العربية وتخلى عن القومية العربية وذهب إلى إفريقيا وأهدر أموال ليبيا والعرب إلى تلك القارة التي كانت تسخر منه بلقبه ملك الملوك لإرضاء غطرسته وعظمته وجنونه السلطوي.