كلمات للماوردي رحمه الله

إنها من أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي رحمه الله، قاضي القضاة، العَلَم عظيم القدر، الفقيه المفسر المحدث، واللغوي الأديب، والسياسي الوقور المتأدب الثقة، حميد السيرة، الجريء في الحق، لا يهاب أحداً في حق من حقوق الله سبحانه وتعالى، المتوفى 450 من الهجرة 1058 من الميلاد رحمه الله. فقد أتى على هذه الكلمات الحاضرة أعوام طوال من ذلك الزمان الفذ بمساحاته وآثاره المتألقة، يُهديك إياها هذا الإمام أيها المسؤول أياً كان موقعك، وعلى أي كرسي جلست، ومهما كان مسماك ومكانتك الاجتماعية في كتابه القيم النفيس (نصيحة الملوك)، ورغم أنه أَلّفه في ذلك الوقت، إلاّ أن ما ورد فيه من نصائح وتوجيهات وإرشادات يصلح العمل بها في عصرنا هذا والالتزام بها، ففيها الكثير من المبادئ والقواعد والقيم الناهضة، ولم يأتِ بها من فراغ، وليست من عالم المثاليات، وإنما جاءت عن ممارسة وعمل ومخالطة ومشاركة وعن اطلاع ودراية وعلم رحمه الله، "فكتبنا كتابنا هذا نصيحة للملوك، وإظهاراً لمحبتهم، وإشفاقاً لهم على أنفسهم ورعاياهم، ورجونا أنّ من وقع إليه كتابنا هذا بما فيه من صادق النصيحة وبليغ الموعظة، وأعطاه من عنايته حظه بالنظر فيه والتدبر والإصغاء إليه، عَلِم أنّا من أعظم أوليائه له نصيحة، وأبلغ خَدَمه وأعوانهِ له معونة". وإليك أيها المسؤول بعضاً من كلماته الحاضرة وهداياه النفيسة القيمة الهادفة الهادية الوارفة الظلال:- * " فالملوك أولى الناس بأن تُهدى إليهم النصائح، وأحقهم بأن يُخَوّلوا بالمواعظ إذ كان في صلاحهم صلاح الرعية، وفي فسادهم فساد البَريَة". * " فإن الحرص على الدنيا لا سيما في زماننا هذا قد صار عادة العلماء، وعلى غير هذا كان يجب أن يكونوا". يحكي الإمام عن زمانه رحمه الله، فما عساه أن يقول في أيامنا هذه.. نسأل الله السلامة والاستقامة!. * " أن يمنع العامة ظلمه وظلم أصحابه وحاشيته ويقطع طمعه وأطماعهم عن أموال المسلمين". * " ولا يأخذ المال إلاّ من حقه ولا يضعه إلاّ في موضعه". * "فيجب على الملك الفاضل الذي يعرف حق نعمة الله عليه فيما خوّله منه وآتاه ومهّد له وأعطاه أن لا يبخل بمال الله على عباده فيما فيه صلاحهم". "ومضة" " وليعلم الملِك المتدين بدين الحق، والمعتز بملة الإسلام أن الله إنما استرعاه عباده، واستعمر بلاده، ومَنّ بأنواع نعمه عليه وصنوف أياديه لديه، محنة له وابتلاءً". فانتبه أيها المسؤول فلا تُضيع الأمانة فإنك موقوف ومسؤول!. [email protected]