14 سبتمبر 2025

تسجيل

تأملات في مسألة الإدراج القادم لشركة الألومنيوم 

23 سبتمبر 2018

سعر السهم عند الإدراج يتوقف على عدة عوامل  كتبت في مايو الماضي مقالين نوهت فيهما بأهمية الخطوة المرتقبة لطرح قطر للبترول لـ 49% من أسهمها في شركة ألومنيوم قطر للاكتتاب، والتي قيل إنها ستتم بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة والحصول على الموافقات للإدراج خلال الربع الأخير من هذا العام. وقد نشط الحديث عن هذا الموضوع مؤخراً، بدءا بتصريحات الرئيس التنفيذي للبورصة، ثم ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي في الأسبوع الماضي، والتي أشارت إلى أن الاكتتاب سيتم في النصف  الأول من شهر أكتوبر القادم، وأن عدد الأسهم الكلية المطروحة للاكتتاب يصل إلى حوالي 274 مليون سهم تشكل 49% من أسهم الشركة بينما تحتفظ قطر للبترول بنسبة 51%، مع العلم أن حصة الأفراد ستكون 44%، و 5% اكتتاب خاص، وسعر السهم 10 ريال. ورغم أن شيئاً لم يصدر عن قطر للبترول، إلا أن ما حدث أفرز أسئلة كثيرة عما إذا كان الطرح جيد ويستحق المشاركة فيه بأكبر نصيب مسموح به وهو 750 سهم لكل فرد، إضافة إلى ما يحصل عليه المكتتب بالنسبة والتناسب، لو اكتتب بأكثر من ذلك؟؟ أم أن الأمر لا يستحق عناء ذلك؟ علماً أن البنوك قد تقوم بتقديم قروض وتمويلات قصيرة الأجل لغرض الاكتتاب. وبتحليل البيانات المالية القليلة المنشورة عن شركة قطر للألومنيوم، تبين أنها قد حققت أرباحاً في عام 2017 تصل إلى 660 مليون ريال، وبعد استقطاع الاحتياطيات وذهاب نصف الأرباح لشركة هيدرو النرويجية التي تمتلك نصف أسهم الشركة، فإن نصف الأرباح العائدة لقطر للبترول يصل إلى 265 مليون ريال. ولو تكرر هذا الأمر في سنة قادمة، وقررت الشركة توزيع كل هذا المبلغ على المساهمين- بما في ذلك قطر للبترول-، فإن حصة جمهور المساهمين التي تشكل 49%،  ستصل إلى 130 مليون ريال.  ويتوقف العائد على السهم على عدد الأسهم المطروحة للاكتتاب، وسعر السهم في الاكتتاب،  ولذا فإن نسبة العائد السنوي على الاستثمار قد تكون 4.73%. وفي المقابل فإن نسبة العائد تزيد في حالة ارتفاع أسعار الألمنيوم، بما ينعكس إيجاباًعلى زيادة الأرباح المتحققة. الجدير بالذكر أن أسعار الألمنيوم ترتفع بارتفاع أسعار الطاقة وتنخفض بانخفاضها لاعتمادها الشديد على الطاقة في صهر خامات الألمنيوم. ولذلك وجدنا أن أسعار الألمنيوم العالمية قد انخفضت في عام 2015 مع الانخفاض الشديد في أسعار النفط. كما تتوقف أرباح الشركة على مدى نجاحها في تسويق كامل إنتاجها محلياً وعالمياً. ولا تتوافر لدينا في الوقت الحاضر معلومات عن حجم الاستهلاك المحلي من الألمنيوم في قطر، وما هي حصة الصادرات من منتجاتها للخارج علماً بأنها عبارة عن ألواح من الألمنيوم، وما إذا كانت قد تأثرت بالحصار السعودي والإماراتي والبحريني المفروض على قطر منذ يونيو 2017.   وتظل بعد ذلك نقطة أخيرة في الحكم على مدى جاذبية الاكتتاب في أسهم شركة الألمنيوم، وهي الطلب المتوقع على أسهم الشركة عند إدراجها في بورصة قطر. فعندما كان الطلب شديداً على أسهم صناعات عند إدراجها فإن سعرالسهم قد ارتفع بقوة، وقد حدث شيء مماثل عند إدراج سهم مسيعيد. ولكن الأمر اختلف مع شركات أخرى كالاستثمار القابضة التي ظل سعر سهمها حول سعر الاكتتاب، أو أنه انخفض دونه  بعد ذلك وهو الآن يزيد قليلاً عن نصف القيمة الاسمية له.  والمعنى في ذلك أن الرغبة في امتلاك سهم شركة الألمنيوم عند طرحها للتداول من جانب المحافظ الأجنبية والأجانب، أو حتى من المحافظ القطرية والقطريين- يتوقف على مدى وضوح المعلومات الخاصة بنشاط الشركة ومستقبلها، المشار إليها في هذا المقال.  وإضافة إلى ذلك، فإن الحالة العامة لنشاط البورصة عند الطرح تؤثر أيضاً على سعر السهم.. فإذا ظلت التداولات ضعيفة ودون المليار ريال أسبوعياً  -كما هو الحال في الأسابيع الأخيرة- فإن احتمالات حدوث ارتفاع قوي في سعر السهم فوق العشرة ريال بعد الإدراج تكون محدودة، والعكس صحيح في حال وجود سوق نشط ... والخلاصة أن الاكتتاب فرصة جيدة لتحقيق أرباح للمكتتبين، حيث من المتوقع-على ضوء المعلومات الأولية المتاحة- أن يرتفع  سعر السوق فوق العشرة ريالات، بتأثير طلبات إضافية على السهم قد تخلقها المحافظ الكبيرة، ولكن هكذا ارتفاع قد لا يدوم طويلاً، بتأثير عمليات جني أرباح.