11 سبتمبر 2025

تسجيل

الشعب يريد إسقاط الرئيس!

23 سبتمبر 2018

الشعب يريد إسقاط الرئيس عبارة ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي خلال ما يعرف بالربيع العربي كنوع من الاحتجاج على النظام الحاكم لتلك الدول الذي كان لا يهتم إلا بمصالحه الشخصية ويضرب بالمصلحة العامة عرض الحائط. لم تعلم تلك الشعوب ماذا يخبئ لها المستقبل، لكن كانت مستعدة لمواجهة المجهول وتقبل حتى مرارته في سبيل التغيير الذي كان في وجهة نظر تلك الشعوب واجب لإنقاذ وطنهم. قد تتساءل أيها القارئ الكريم ما دخل السياسة في الرياضة ولماذا تطرقت لهذا الأمر في هذه المقالة الرياضية وسأجيبك بالتالي: لأنه حتى في الرياضة ستجد رئيسا متمسكا بكرسي الرئاسة بالرغم من الوضع السييء والطريق المظلم الذي يسير إليه النادي وجميع محاولاته لإصلاح الوضع تكللت بالفشل. وهنا اتحدث بالتحديد عن نادي قطر حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي باحتجاجات كبيرة من مشجعي النادي القطراوي وزادت هذه الاحتجاجات ووصلت الى حد المطالبة باستقالة مجلس الادارة برئاسة الشيخ جاسم بن حمد بن ناصر آل ثاني والمطالبة بتجديد الدماء في النادي. لماذا تطالب جماهير الملك بـ " اسقاط الرئيس "؟ هو السؤال المنطقي الذي قد يدور في ذهنك حاليا ولأجيب على هذا السؤال يجب علينا ان نعود الى الوراء قليلا ونرى الوضع العام لنادي قطر. في بداية الألفية كان نادي قطر منافسا على جميع البطولات وحقق الدوري وكأس ولي العهد — كأس قطر حاليا — مرتين وكان وصيف كأس سمو الأمير في مناسبتين وما ان انتهت تلك الفترة حتى بدأ النادي بالهبوط تدريجيا واصبح الهدف الرئيسي للادارة هو البقاء ضمن مربع الكبار. منذ اخر لقب حققه الملك القطراوي في موسم ٢٠٠٨ — ٢٠٠٩، لم ينجح الفريق فى الوصول الى أي نهائي او المنافسة على اي بطولة اخرى، بل ان الانحدار وصل الى انه في آخر ٤ سنوات، كان النادي يصارع للبقاء في سنة ويهبط في السنة التالية للمرة الاولى في تاريخه، ويلعب المباراة الفاصلة في الموسم التالي ليتأهل للدرجة الاولى بصعوبة ثم يعود الى صراع الهبوط مرة اخرى، ولا يبدو بأن الحال سيتغير هذا الموسم بل إن كل المؤشرات تدل على ان نادي قطر سيصارع للبقاء مرة اخرى هذا الموسم وان الادارة الحالية التي لازالت تكرر اخطاء المواسم السابقة لم تستفد من اخطاء الماضي بالرغم من تأكيدات رئيس جهاز كرة القدم السيد خالد سعيد المناعي في بداية الموسم بأن الفريق لن يعاني هذا الموسم، لا زال الفريق يفتقر للاستقرار على الصعيد الفني، فالادارة الحالية قامت بتعيين ٦ مدربين خلال اخر ٣ مواسم وفي طريقها لتعين مدربا سابعا وهذا يوضح التخبط الإداري الذي يعيشه النادي وانا هنا لن اتطرق لتغيير المحترفين بشكل شبه سنوي ولكن سأتطرق هنا الى حادثة حقيقية وليست نكتة. فالنادي قام بالتعاقد مع اللاعب الإيراني سجاد وتم الاستغناء عنه بعد مباراة واحدة فقط بحجة ان الطاقم الفني لم يقتنع بمستوى اللاعب وانا هنا اطرح تساؤلا هل يتم التعاقد مع اللاعبين بطريقة دكتاتورية منفردة بدون الاخذ برأي الطاقم الفني؟ لانه من غير المنطقي بأن المدرب الذي وافق على اللاعب قام بتغيير رأيه بعد مباراة واحدة فقط. عشاق هذا الكيان ضاقوا ذرعاً من الإدارة الحالية ولا يرون أي أمل لتحسن الوضع بل إن المؤشرات كلها تدل بأن الوضع لم ولن يتغير على الاقل في القريب العاجل وإن النفق المظلم الذي دخله النادي في السنوات ٥ الأخيرة يسير بالفريق الى الهاوية. كل هذه الامور جعلت جماهير النادي تطالب باستقالة الإدارة الحالية وتطالب بإدارة جديدة شابة تقود النادي، فلا يمكن للوضع ان يسوء اكثر مما هو عليه، فالنادي غائب عن البطولات في اخر ١٠ سنوات وينافس على البقاء في اخر ٤ سنوات. وكما قال الشاعر أبو القاسم الشابي "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر" وانا على يقين تام بأن دوام الحال من المحال، وأن القدر سيستجيب إذا أراد جمهور الملك التغيير. سيدي الرئيس.. شكراً على ما قدمته، ولكن الشعب يريد إسقاط الرئيس.