14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الحياة نعمة كبيرة يمنحها الله عز وجل لمن يشاء. ولأهمية النفس البشرية فقد حرم الله سبحانه وتعالى الاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال وبأي قدر كان وجعل إحياءها إحياء للناس جميعا. وقتلها قتلا للناس جميعا فالإسلام دين سلام ووئام يدعو إلى المحبة والتسامح ونبذ الخصام ويمقت التطرف والجفاء والمغالاة الإنسان فيه غاية وقيمة أخيرة فنبذ العنف واستخدام الوسائل السلميه في السلوك وفي التعبير وفي الرد ثقافة إسلامية وقيمة حضارية من قيم حضارتنا أمر بها ربنا تبارك وتعالى وهو ما يدخل في عموم النهى عن العدوان ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين) (البقرة 190) فالشريعة الإسلامية لا تبيح استخدام القوة إلا في حالة الضرورة أو في حاله الدفاع الشرعي وبشروط ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾ (الحج 39) وروى أبو داوود في سننه عن سعيد بن زيد عن النبي – صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله أو دمه أو دون دينه فهو شهيد " فهنا القتال مشروع وضروري لأنه جهاد دفع " وقد أجمع الفقهاء على حق الدفاع الشرعي، لدفع الخطر عن الأعراض أو الأموال أو الأنفس قال صلى الله عليه وسلم (من شهر على المسلمين سيفاً فقد أبطل دمه لأنه باغ) فلايجوز قتل المسلم ولا حتى ترويعه لا بسيف ولا بعصا ولا بحديدة ولو مزحا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا" ومع قدسية النفس البشرية إلا أن عالمنا لايرعوي ولا ينزجر ولا يتوقف عن القتل. فمذابح كثيرة تجري كل يوم ليس في العالم الخارجي وإنما في العالم الإسلامي نفسه فتتناقل وكالات الأنباء أخبارالإتجار بالبشر وغرق المئات في البحار والاقتتال والتناحر والانقسام في بؤر كثيرة منه. وقد أدت هذه الحروب إلى هلاك الحرث والنسل وإلى هلاك الآلاف وتشريد الملايين وإلى تفرق الأمة وحدوث المجاعات. وتناسى هؤلاء المسلمون وصايا رسول الله (ص) في حجة الوداع وأصول الشريعة ومقاصدها الرئيسة. التي جعلت حفظ الدين. وحفظ النفس. وحفظ العقل. وحفظ النسل. وحفظ المال أهم مقاصدها. ومع كل ذلك رجع البعض ليضربوا رقاب بعضهم البعض دون حق. واستمرأ البعض الآخر أكل أموال غيرهم بالباطل.في حجة الوداع جاء التحذير قويا وشديدا. وجاءت الوصايا والتعاليم الجامعة من الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم. فقد كانت حجة عظيمة جمعت أصول الدين. وأصول المال والمعاملات. وحقوق الإنسان. وحقوق المرأة. وكان فيها التأصيل والتطبيق. والتربية والتشريع. والتسامح والتوجيه. ولهذا فلقد قال علماء الأمة بأن هذه الخطبة قد جمعت " الديانة وأصول التشريع والملة ".وقد أكدت حجة الوداع ضمن ما أكدته على حرمة الدماء والأموال والأنفس فقال صلى الله عليه وسلم " إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا " وفي يوم النحر خطب النبي (ص) الناس خطبة عظيمة. بليغة جامعة رواها البخاري ومسلم وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وغيره وقال في خطبته (ص)" أي يوم هذا؟ قالوا: يوم الحرام. قال: أي شهر هذا؟ قالوا: شهر الحرام. قال: أي بلد هذا؟ قالوا: بلد الحرام. فقال عليه الصلاة والسلام: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ثم قال: اللهم هل بلغت. اللهم فاشهد " وجاء في صحيح البخاري من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال. قال لي رسول الله (ص) يوم النحر: استنصت الناس (أي اطلب منهم أن ينصـتوا) ثم قال عليه الصلاة والسلام " لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ".وهكذا ولأن الأمر جد خطير وهام ويتعلق بحياة الناس وأموالهم يجمع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم جموع الحجيج ليحذرهم من الاقتتال والتشاحن والبغضاء. وضرب بعضهم رقاب بعض دون شفقة أو هوادة. وهو الأمر الذي يخرج المسلم من دائرة الايمان إلى دائرة الكفر. فالحبيب المصطفى سمى ضرب المسلم لرقبة أخيه المسلم كفرا وليس هو بالكفر الناقل من ملة الإسلام لكنه ليس من خصال أهل الإيمان ولا من أعمال المؤمنين بل هو من صفات الكافرين وأعمالهم. وجاء في مسند الإمام أحمد عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي (ص) يخطب الناس في حجة الوداع فقال ": ألا أخبركم بالمؤمن. المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم. والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله. والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب ".فمن الإسلام ومن الايمان إنجاز الأمن والأمان للآخرين وللمجتمع والأمة. ومن الإسلام ومن الإيمان عدم التعدي على أموال الناس ونهبها بالغش والتدليس والكذب والتحايل. فهذه وصايا رسول الله ورسالته إلى الأمة الإسلامية بامتدادها التاريخي وإلى أن تقوم الساعة. وقد روى الإمام أحمد في مسنده في نفس الموضوع عن سلمة من قيس الأشجعي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله (ص) يخطب الناس في حجة الوداع فقال: "ألا إنما هي أمر – يعني أمورا خطيرة - لاتشركوا بالله شيئا. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق. ولا تزنوا ولا تسرقوا ".وهكذا حذر ونبه سيدنا رسول الله (ص) من مغبة انتهاك حقوق الإنسان: حق الإنسان في حفظ حياته وحقه في أمواله. وحقه على المجتمع في صون عرضه.. فالقتل اعتداء على النفس والسرقة اعتداء على الأموال والزنا اعتداء على الأعراض.. فرسالة الإسلام رسالة العدل والإحسان.... رسالة القيم العليا. والمباديء العظيمة... رسالة الحياة والاستمرار.