16 سبتمبر 2025
تسجيلإن الحاجة إلى تحقيق تراجم لشخصيات قطرية هي من الأمور الملحة؛ نظراً لقلة الكتابات عنها، ومن جانب آخر فإن ارتباط هذه الشخصيات بأحداث تاريخية ضمن السياق التاريخي القطري والإسهامات العلمية والفقهية الحديثة، تجعلنا في بحث مستمر في محاولة للتعرف على سيرهم، حيث إن هذا العلم ـ كما تقدم ـ هو جزء أساس من علم التأريخ، وعلم التأريخ علم له مكانته وأثره، فبالإضافة لما لهذا العلم من الثمار والفوائد العديدة، إلا أن هناك دلائل كثيرة تؤكد أهميتة والعناية به، والتصنيف فيه، والاستقراء لمؤلفاته والاهتمام به، وإن من دلائل أهمية دراسة علم التراجم، منها ذكر الله تعالى في القرآن لأخبار بعض الأمم السابقة. وقد قص الله تعالى أخبار الأمم السالفة في أم الكتاب؛ فقال تعالى: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ". وتنبع أهمية كتب التراجم أيضاً من أن المؤرخين عامة ومؤرخي تاريخ العلوم خاصة، استطاعوا من خلال التراجم الكتابة عن إنجازات الحضارة الإسلامية في الميادين المختلفة؛ الاجتماعية والإدارية والفكرية والنظم السياسية وكذلك العلوم النقلية والعقلية عند المسلمين، عبر القرون المتتابعة، وهذا يدعونا إلى الرد على آراء بعض المستشرقين، ومن تابعهم ـ بسطحية ـ من الباحثين المسلمين، بأن دور المسلمين كان مقتصراً على مجالات السياسة والحروب، فإذا كانت كتب التاريخ الحولي تؤكد الأحداث السياسية والعسكرية أكثر من الإنجازات الأخرى، فإن في كتب التراجم على اختلاف أنواعها كماً هائلاً من الأخبار والمعلومات عن إنجازات المسلمين العلمية والحضارية.