07 أكتوبر 2025
تسجيلفي مقاله المنشور في صحيفة " الواشنطن بوست " والذي نقلته الشرق الأوسط في 21-9-2013 تقدم الرئيس الإيراني حسن روحاني بجملة أفكار عن أهمية التغيير الحقيقي المنشود في العالم مبينا أن دولة إيران قوية ويجب أن تعيش عصرها الحالي متناغمة مع التطورات الدراماتيكية والاستراتيجية في العالم عامة والشرق الأوسط خصوصا وبالأخص نظرته إلى القضية السورية ورؤيته إلى حلها سلميا فإن الحروب لو أفادت لنفعت في السابق وأن أمريكا ومن يمشون بالعقلية المسلحة لا يمكن أن يستمروا فيها إذا أرادوا سعادة الناس ومع تطرقه للقضايا الحساسة من تطرف وإرهاب وجرائم الكترونية أكد أن مواجهتها ضرورية منوها إلى خطر القاعدة وممثلا بالعراق الذي احتله الامريكان وبسورية اليوم التي غدت مسرحا للعنف الذي يدمي القلب بعد أن كانت درة الحضارات , وهنا نقف لنؤكد أن روحاني لم يلمح من قريب أو بعيد عمن تسبب في هذه الكارثة التاريخية طبعا حتى لا يحكم على إيران التي تشترك مع اللانظام السوري في الذبح والقتل والتدمير مع أنه طرح في المقال أنه لا بد من الرجوع إلى جذور وأسباب كل مشكلة في العالم للتمكن من حلها وأن هذا من أولوياته في السياسة الخارجية ولابد من إعادة التعرف على هويات الدول التي سيحل مشكلاتها وكأنه لا يعرف لما كان ذا مركز كبير في الاستخبارات ويعرف تماما الحرب العراقية الايرانية وهو على دراية بأسباب المشكلة السورية وقد صرح في المؤتمر الصحفي الأول بعد تسلمه الرئاسة أنه مع بشار الأسد لأنه مع الشرعية حسب فهمه الطائفي الذي يعده ناعما ومع أنه منذ بداية هذا المؤتمر صرح أنه لا يمكن أن يتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد , ولكن أنى له الشخصية المستقلة وهو تابع كامل لعلي خامنئي في مسألة ولاية الفقيه ولا يستطيع أن يحيد عن تعليماته قيد أنملة ولولا هذا الشعور عند خامنئي لما تسلم روحاني الرئاسة , ثم أراد أن يعزز موقفه حيال سورية والبحرين مع أنه لا وجه إطلاقا للمقارنة والمقاربة إلا من وجه طائفي حيالهما مع احترامنا لكل مظلوم فبين أن الحل في الحوار وتهيئة أجوائه وخصوصا بين الحكومة السورية والمعارضة ليختزل الثورة السورية بهذا الفهم السقيم وانها مجرد خلاف بين سلطة ومعارضة ولذلك لم يذكر وما أظنه سيذكر كلمة ثورة فهو كخامنئي يعتبرها ثورة منحرفة مزيفة إنما قامت لمصالح أمريكا وإسرائيل وروحاني المعتدل الذي يهاجم الظلم في مقاله لا يحدثنا أبدا عن هولوكوست الأسد الجزار ولو بالإشارة فكيف نقبل طرحه للحوار وهو الخصم والحكم بكل تأكيد ولذا لا نستغرب أن يستنكر الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة موقفه هذا بعد أن عرض مع المانيا أن يتوسط لحل المسألة السورية بالحوار على أنه يجب أن لا ينسى أنه شدد على طرحه اليوم بعد استخدام الجزار بشار الكيماوي في الغوطة وموقف المجتمع الدولي الأخير مما هو معروف للجميع وفي هذا إشارة إلى أنه يريد أيضا أن يستخدم الورقة السورية ورقة مساومة وقد كانت باسم المقاومة ضد اسرائيل واليوم المساومة على النووي الايراني وكيف يجب التوصل مع الغرب إلى اقناعهم أنه سلمي ولأن الشيعة يجيدون التقية صرح أنه ضد استعمال الكيماوي في سورية طبعا دون أن يذكر من استعمله وهو يعرفه حق المعرفة ولذلك فإنه قال إن ما يتعلق بالنووي يأخذ نفس الديناميكية في أساليب التناول لقضية سورية . إنه يريد أن يحقق هدفا ظاهريا يمنع الصراعات وتفاقمها بالتفكير والتحرك بالمشاركة البناءة من قبل ايران ثم يمدح نفسه بالمشاركة الحكيمة بانتخابات ايران التي أوصله الشعب فيها إلى الحكم ونحن كلنا نعرف كيف تتم الانتخابات في ايران وما أثر المرشد الأعلى فيها بدءا وختما ثم أنهى كلمته بدغدغات عاطفية للحفاظ على حقوق الأطفال والنساء في العالم لكن طبعا لم يخطر وما أظن أنه سيخطر بباله أطفال ونساء سورية إننا نريد ان نؤكد أن ألاعيب الايرانيين سواء كانت من المحافظين أو الاصلاحيين طالما أنها ترتبط بكوابح المرشد فلا فائدة منها مع تأكدنا من انحرافاتهم العقدية والسلوكية وعلى رأسهم الخميني الذي يعدونه إمام الأئمة وإن روحاني وجميع رموز الشيعة وحسب درجاتهم يعتبرون سورية هي رئتهم وأن مشروعهم في الشرق الاوسط لا يتم إلا عبرها ولا يمكن أن يتنازلوا عنها للسنة وهكذا عزز موقفهم لافروف روسيا وأنه لا ينبغي للسنة ان يحكموها وهكذا أيضا تلتقي أهدافهم مع أهداف اسرائيل بعدم تنحي بشار وحتى امريكا ولو بعد ضرب الكيماوي لم تتحدث ومن معها إلا عن الأسلحة أما الذي رماها على الأبرياء فلم تنبس حياله ببنت شفة إن ايران على ما نعتقد في عهد روحاني الناعم هي هي كما كانت في عهد نجاد الخشن بل إن نجاد في بداية الثورة السورية صرح أنه لا يؤيد القتل من الحكومة السورية أو الشعب وهذا ما لم يقله روحاني من أول مؤتمر صحفي له وإن اعتبار بشار شرعيا هو الاعتبار نفسه من اسرائيل التي تريد بقاءه لا سقوطه لأنه يفعل كما يشاؤون ودعك من الشعارات كما كان كيسنجر وزير الخارجية الامريكي يقول : إن حافظ الأسد يعمل كما نريد ولا تهتموا بالشعارات الرنانة الطنانة إننا لا نريد أن نتحدث عن التدريبات والمشاركات القتالية التي تمت تحت إمرة فيلق القدس في سورية ولا عن تصريحات وزير خارجية ايران الأسبق علي أكبر صالحي ولا سعيد جليلي ولكن الجميع متفقون للدفاع عن الأسد لأنه علوي وينفذ مشروعهم وهم في آخر تحريراتهم ومنذ كان موسى الصدر رئيسا للمجلس الشيعي الأعلى دخلوا تحت تصنيف الشيعة بأنهم منهم ولذلك يصرون على بقائهم مع أنه لو كان الحاكم سنيا ولا يعين على مشروعهم الايراني المذهبي لتغيرت المعادلة تماما فايران بالنسبة لنا نحن السوريين جزء مهم من المعضلة وليست حلا فكيف ستكون نزيهة في التوسط إن هذا ما يرفضه العقل والشرع والقانون وإن روحاني اليوم يريد أن ينتشل بلاده من حفرتها التي أوقعتها في شبكة الكراهية العربية والإسلامية فيأخذ في المناورة والمداورة والتقية التي هي عندهم تسعة أعشار الدين ولذلك فإن المتنورين المخلصين من أعلام الشيعة فضحوا ذلك مثل هاني فحص ومحمد السيد الأمين وآية الله محمد علي دستغيب ودعوا إلى أن ترد الأموال الايرانية للشعب الايراني لا إلى بشار الأسد وردوا على رئيس الأركان العام للجيش الايراني اللواء حسن فيروز آبادي قوله إن الحرب على سورية حرب على إيران كيلا يخسروا أكثر وأكثر وختاما نقول إن المشروع الإيراني حتى في عهد روحاني سيبقى مستأجرا لامريكا واسرائيل وروسيا وإن أوباما نفسه يدرك حقيقة هذه المرونه الايرانية مع بلاده واسرائيل وليتم التفاوض على النووي لتقديم امتيازات مهمة من امريكا لايران كما قال . ويجب أن لا ننسى قول بريجسنكي مستشار الأمن الأمريكي السابق في كتابه لعبة الشطرنج الصفحة 250 : إن وجود ايران قوية حتى وإن كانت مدفوعة دينياً هو من مصلحة أمريكا أي ولحماية اسرائيل وتقسيم المنطقة العربية فوق ما هي مقسمة ولعل ايران واسرائيل خير من يقوم بهذا الدور والمخطط الرهيب فهل نغتر بعد ذلك بمقال روحاني وفهمه للسياسة الملتوية حقيقة وإن أظهرها بغير ذلك وإن الأيام بيننا وستذكرون ما أقول لكم .