13 ديسمبر 2025
تسجيللا جلوس مشاعر، هكذا حدثني صاحبي الحبيب عن مشاهد اجتماعية سلبية تصحبنا. فقال: نعيش في وقتنا الحاضر مشاهد غريبة واضحة للعيان ولا تحتاج إلى كثير من الكلام والبيان، وأسردها لك بكلمات قليلة موجزة - واللبيب بالإشارة يفهمُ-:- * زار والدته والجوال بيده!. * جلس جسداً عند والده والجوال لا يكاد يتركه. فما فائدة هذا الجلوس!. * قعدت عند جدتها والجوال لا يكاد يفارق عينها! * زار خاله وإذا الكلام بينهما متقطع لأن عينه لا تفارق هاتفه. أهذه زيارة!؟. * جلست مع خالتها وإذا بأصابعها تحرك هاتفها وعينها عليه!. * اجتمعوا في المجلس، ولكن الكل مشغول بهاتفه النقال وبعالمه الافتراضي!. * جلست العائلة في المطعم لتناول طعام الغداء أو العشاء ولكنه جلوس أجساد!. * تلتقي العائلة كل جمعة لقاء الأجساد على الغداء فإذا كل واحد مشغول بهاتفه قبل وبعد الغداء، أتسمي هذا لقاء العائلة الأسبوعي! وهنا انتهى حديث صاحبي حول المشاهد الاجتماعية أتينا على بعضها. وعليه، فالمشاهد كثيرة ومتعددة الصور في لقاء الأجساد لا لقاء المشاعر والحديث المتبادل. أين آداب الزيارة وآداب المجلس واللقاء؟ وأين احترام ومكانة الوالدين وكبار السن أثناء الزيارة؟ هل هي زيارات أجساد وتأدية واجب فقط لا غير؟ وهل ذهبت عنا زيارات المشاعر والأحاديث النافعة كما كانت من قبل؟ وهل أصبحت هواتفنا هي التي تحركنا وتقطع مشاعرنا والصلة الحقيقية عند زياراتنا لبعضنا البعض؟. وهل نستطيع أن نضع هواتفنا المحمولة جانباً أثناء الزيارة ليكون لها طعم بما تحمله من مشاعر وود واحترام وألفة مع من نجلس عنده أياً كان؟. جاء في عيون الأخبار لابن قتيبة رحمه الله أن مُطرف بن عبدالله رضي الله عنه قال "عقول الناس على قدر زمانهم". فهواتفنا المحمولة أزالت وغيّرت قيما وعادات اجتماعية جميلة وبصورها المتعددة وحلّت مكانها قيم سلبية، هل أصبحنا أسرى لهواتفنا بحيث لا نستطيع التخلي عنها حتى في زياراتنا وجلوسنا في المجالس. فالاحترام هو أجمل أثر يتركه الإنسان في قلوب من يجالسهم ويصحبهم ويتحدث معهم. والمجتمع على خير ما دام أفراده يتأدبون بآداب من سبقهم-رحمهم الله-، ويأخذون بهديهم والأخلاق والقيم والعادات التي كانوا يسيرون عليها في حركة حياتهم وفي تعاملاتهم وتواصلهم مع الغير. "ومضة" ما هو الحل أيها القارئ الكريم؟!. [email protected]