07 أكتوبر 2025

تسجيل

خارطة طريق للصناعة

23 أغسطس 2020

** تحسين الأداء عبر برامج خاصة بالصيانة لطالما احتدم الحديث عن واقع الصناعة واهميتها في المشهد الاقتصادي، واين تأتي الصناعة، وما هي الصناعة التي نتحدث عنها، فالصناعة الثقيلة أجادت الدولة في التعاطي معها، وهي تملك الموارد والشريك الاجنبي صاحب الخبرة والسوق والتقنيات وهي قادرة على التحصل منه على مساهمة حسب رغبة الدولة، والنتائج جيدة مع اكتساب الخبرات في الشركات المبدئية، واستطاع الشباب ان يطوع تلك الشراكات، ومصنع الحديد والصلب شاهد على مثل هذه التجارب، ولكن حديثنا هو عن الصناعات التحويلية والصغيرة والمتوسطة، وهنا نعني فضاء قطاع الاعمال، ولكن لم تحظ الصناعات التحويلية بالاهتمام المطلوب، فإما ان تكون مسؤولية الصناعات التحويلية تحت إدارة في وزارة الصناعة، مما يعطي الاولوية للوزارة وهموم الوزارة والتي هي معنية بشؤون الوزارة والوزير والصناعة النفطية في البداية ومن ثم صناعة الغاز المسال. وتلك هموم كبيرة تستدعي التركيز وحشد الجهود والطاقات لتحقيق تطلعات الشعب والدولة، ولكن بعد ان حققت الدولة النجاح تلو النجاح واستتبت الامور لصناعة الغاز المسال، ونقله من خلال الناقلات وتربع الدولة على هرم صناعة الغاز المسال، وبعد بروز اهمية الاعتماد على الذات والاكتفاء الذاتي واحتمال تعرض الاقتصاد اما لحالات حصار مبيتة او حصار لأسباب طبيعية، كما رأينا في حالة الوباء اصبح الاكتفاء الذاتي ضرورة ومن اولويات الحكومة. وعليه فإن الصناعات التحويلية تأتي في مقدمة الجهود في دفعها للارتقاء لمستوى قدرتها للقيام بدورها في ضمان الامن السلعي والغذائي والدوائي للوطن والمواطن، ويأتي هنا دور قطاع الاعمال والذي لم يجد آذانا صاغية في المراحل الاولى، كما ذكرنا فالتركيز كان على صناعة النفط والغاز، لكن تبدلت الظروف واصبح لدى القطاع الصناعي وزارة بعد التجارة، ولكن لم نر حتى الآن رؤية واضحة لتشكيل مستقبل الصناعة، فمن البداية لا بد من تحديد ماهية المعطيات والامكانات والقدرات الظاهر منها والكامن التي يتحلى بها الاقتصاد القطري، قبل ان نشرع في وضع خطة طريق لبناء مستقبلنا الصناعي، ما هي طبيعة الاقتصاد، ما هي المرتكزات التي يتفرد بها والتي يمكننا البناء عليها. فنحن لا نريد صناعات لا نملك لها ميزة تنافسية، صناعات من اجل الصناعة، بل صناعات تمكن المصنع الوطني من منافسة اكبر الشركات والاقتصادات العالمية، فمن ناقلات والتي تملك اكبر اسطول لنقل الغاز المسال وقطر تملك مكانة عالمية في صناعة الغاز ونقله ويمكن توطين الصناعات التي تدعم شركة ناقلات، فأحد اهم عناصر النجاح هو الوصول لاقتصادات الحجم الكبير والاقتصاد القطري يملك سوقا صغيرة، مما يحرم معظم شركاتنا من بلوغ مستويات انتاج تمكنه من بلوغ اقتصادات الحجم الكبير، ولكن عندما تملك اكبر شركة في العالم يمكن ان تصل لمستويات الانتاج التي تمكن من الحصول على وفورات الحجم الكبير. كذلك يمكن أن تحصن القطاع الصناعي والاقتصاد، كذلك نحن من يملك الطاقة النظيفة وكل صناعة تعتمد على الطاقة النظيفة يمكن ان تكون صناعة صالحة ويمكن الاستثمار فيها، وهكذا من صناعة الغاز الى صناعة الالومنيوم الى البتروكمكال وغيرها من الصناعات الاساسية التي نملك ميزة فيها، ونعمل على توجيه قطاع الاعمال والمستثمرين للصناعات التحويلية، التي تعتمد على ما نملك من موارد. مثال آخر الخطوط القطرية تملك من الميزات التي تؤهل لقيام الكثير من الصناعات وشركات الخدمات الارضية او الغذائية او شركات التنظيف والاستعانة بمراكز الابحاث في الذكاء الآلي وإدارة البيانات الكبيرة، واليوم ذهب هذا العصر هو البيانات، بل يمكنها من تخفيض التكلفة وتحسين الاداء عبر برامج التنبؤ خاصة بالنسبة للصيانة، والتي تبرع فيها مراكز بحوث الحاسب، لا ننسى ان اي صناعة تعتمد على الطاقة خاصة الطاقة النظيفة نملك ميزة تنافسية كبيرة. لذلك وجود خارطة طريق لقطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة هو حجر اساس لتمكين هذا القطاع من تحسين ادائه لشكل مرتكز آخر للاقتصاد وامن الدولة، وقد حانت الفرصة لتهيئة هياكله ووضع بناه، وقد بذلت الدولة جهودا عظيمة في انشاء المنصات التي تمكن من خلق صناعات متطورة وأساسية ومنافسة على المستوى العالمي. [email protected]