15 سبتمبر 2025
تسجيلقطر اليوم أقوى وتختلف عن يونيو 2017 م التاريخ خير من يعلمنا الدروس والعبر والتآمر السعودي على قطر له عدة أبعاد سياسية واقتصادية قديمة هذه الأطماع بدأت منذ قرنين وتكررت عام 1996 ثم في عام 2014 وتعيد نفسها في هذا العام 2017 منذ وجدت قطر في القرن التاسع عشر كدولة لها كيانها وموقعها الجغرافي المستقل دون وصاية من أحد .. كانت وما زالت تتعرض عبر مسيرتها الماضية للكثير من التهديدات والأطماع التوسعية .. وهذا ما جعل موقعها المهم مكان طمع من بعض الدول المجاورة ومنها السعودية التي حاولت مراراً الهيمنة عليها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل!!. وتذكر الروايات الشفهية من قبل كبار السن في قطر وبعض المصادر التاريخية .. بأنه منذ عهد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني حاكم قطر ومؤسسها قد سعى للحفاظ على قطر وكيانها السياسي المستقل منذ ما يقرب من 140 سنة. وقد عرف عن المؤسس أنه شخصية شجاعة، حكيمة، متزنة، متدينة، لا تخشى في الله لومة لائم.. وكل هذه الصفات ساعدته على توحيد شبه جزيرة قطر منذ القرن قبل الماضي وحتى رحيله في بداية القرن الماضي وتحديداً في عام 1913 م عليه رحمة الله. وقد خاضت قطر في عهد المؤسس الشيخ جاسم الكثير من الحروب والغزوات التي ذاد فيها مع شعبه وقبائله التي التمت حوله وتكللت جميع غزواته بالنصر المؤزر بحول من الله وقوته بسبب تكاتف الشعب القطري معه حفاظاً على تراب الوطن من المعتدين والطامعين في ذلك الزمان. ويتذكر كذلك الكثير من كبار السن ممن عاصرتهم – شخصياً – أن قطر واجهت تلك التهديدات بعزم الرجال الذين ذادوا عن حياض الوطن بكل بسالة وبطولة .. وهذا ما سجله أهل قطر عبر تاريخهم المشرف لهم من أجل أن تبقى هذه الدولة دار عز وشموخ رغم المحاولات اليائسة في تلك الفترة للنيل منها والسيطرة على أراضيها عن طريق القوة .. ولكن ذلك لم يتحقق لهؤلاء الطامعين حتى اليوم. وعبر الفترة التاريخية تلك، مرت قطر ببعض المحاولات التوسعية لاحتلالها وضم أراضيها لبعض الدول المجاورة ومنها الدولة السعودية.. إلا أن قطر قد تصدت لكل تلك البدايات في احتلالها حتى تم طرد المعتدين عبر حروبهم التي خاضها أهل قطر من أجل هذه الأرض حتى غدت دولة مستقلة ذات سيادة منذ تلك الفترة وحتى الآن. وكلنا يتذكر المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت لقطر في عام 1996 م في عهد سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني – حفظه الله – والتي كانت السعودية بمعاونة بعض الدولة وراءها، وحينها تم الإفصاح عن تلك المحاولة الفاشلة والتشهير بمن ارتكبها عبر وسائل الإعلام القطرية بشكل رسمي ليكون ذلك عبرة لمن يعتبر. ولم تتوقف السعودية عن محاولاتها المتكررة لغزو قطر أو تغيير نظام الحكم فيها عن طريق القوة، بل حاولت إثارة الشغب عبر الفتن القبلية والطائفية، وهو أسلوب مكشوف ومفضوح مارسته منذ زمن بعيد، وما زالت تحاول تكرار نفس المحاولات الفاشلة لإثارة زعزعة أمن قطر بكافة الوسائل المتاحة لها. ومنه أيضاً محاولة النيل من قطر في عام 2014 م وكذلك ما حدث في هذا العام 2017 من حصار ظالم عليها للاستيلاء على خيراتها ومقدراتها الاقتصادية بحصار جائر مكشوف ترفضه كل الأعراف والقوانين الدولية!!. وحتى لا ننسى فإن الأطماع التوسعية للمملكة العربية السعودية كانت وما زالت تسعى لتركيع قطر بالقوة والتي ما زالت ترفض هذا السيناريو الابتزازي لكونها دولة ذات سيادة ولها سمعة دولية مرموقة أصبحت من خلال هذه القوة ذات مكانة عالية بين دول العالم أجمع!! ولهذا فالتاريخ خير من يعلمنا الدروس والعبر.. وإن التآمر السعودي على قطر له أبعاد توسعية بدأت وما زالت قائمة إلى الآن .. حيث بدأت من القرن التاسع عشر كما يقول التاريخ من خلال محاولة التدخل في شؤونها الداخلية والتي وئدت في مهدها حتى أصبحت قطر قوة ضاربة في المنطقة منذ تلك الفترة وحتى هذه اللحظة. ** كلمة أخيرة: وسائل الإعلام التي تمولها السعودية حاولت خلال العقدين الماضيين أن تسيس هذا الإعلام وتوجهه ضد قطر وحكومتها وشعبها بكافة الطرق غير المشروعة من أجل إثارة الشعب على الحاكم أو من خلال افتعال العديد من الأزمات لتشويه سمعة قطر .. ولكن رغم كل تلك المحاولات اليائسة أصبحنا أكثر قوة وتماسكاً من أي وقت مضى.. وكما قال تميم بن حمد "قطر اليوم أقوى وتختلف عن يونيو 2017 م". [email protected]