10 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة الصورة

23 أغسطس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كثيرًا ما ناقشت العديد من الفعاليات الإعلامية المتخصصة على مدى العقد الأخير، ذلك التنافس المحموم بين الوسائط الإعلامية المختلفة، وأي منها يمكن أن ينسخ ما قبلها. غير أنه النقاش العقيم الذي وصل إلى صعوبة نسخ وسيلة إعلامية للأخرى، مستشهدين في ذلك بسياق تاريخي، يرتبط بالحديث عن المنافسة بين الصحافة والإذاعة، عندما ظهرت الأخيرة، وقيل وقتها إن الصحافة المطبوعة في طريقها إلى الاندثار. وهكذا ما إن تظهر وسيلة إعلامية، حتى يسود نقاش صحي حول مستقبل الأخرى القديمة لها، إلى أن تزايد هذا النقاش في صورة جدل بعد ظهور التلفزيون، حتى تعاظم بظهور الوسائط التقنية الحديثة. غير أنه مع تأثر الوسائل القديمة بالأخرى الحديثة، وعدم اندثارها، فقد استصعب خبراء الإعلام انهيار الوسائل القديمة. نعم قد تجد نفسها في منافسة محمومة مع التقنيات الحديثة، إلا أنها في حال عدم مواكبتها، يكون هنا الخطر الحقيقي. ومن بين ما أصابها الجدل تلك المقارنة بين الصورة الفوتوغرافية الثابتة، والأخرى الفيلمية المتحركة، غير أن النتيجة كانت نفسها، بأن لكلٍ سحره وتأثيره، وأنه حال عدم مواكبة التطورات الراهنة، فإن هذا هو المحك الرئيس الذي يهدد عرش الوسائل الإعلامية بالأساس. ولعل صور الطفل السوري عمران، وقبله مواطنه إيلان، ومعهما حمزة، وقبلهم الفلسطيني محمد الدرة. تؤكد حقيقة ما وصل إليه النقاش الإعلامي المحموم بين الخبراء، عندما رأوا أن الصورة عندما تطور نفسها، وتستخدم ما هو متاح أمامها من تقنيات، فإن تأثيرها سيكون قويًا ومؤثرًا، حتى صرنا في زمن ما يعرف بـ"ثقافة الصورة". وما يعزز هذه الفكرة، ذلك التأثير الذي أحدثته هذه الصور على نطاق واسع بدول العالم، وإن كان تأثيرًا قلّصته السياسة، وعطلته التوازنات الإقليمية والدولية، إلا أنه يؤكد أن للصورة أهميتها، مهما كانت المنافسة، خاصة إذا اتسمت بالخصائص المطلوبة لها، وهي ذات الخصائص التي توفرت للصور المشار إليها، ما يجعل للصورة تأثير كبير في محيط مشاهديه، ويؤكد في السياق نفسه أن الإعلام التقليدي قادر على أن يصنع شيئًا، خاصة إذا استفاد من واقعه وتقنياته، وقبل هذا ومعه وبعده، أن تكون الإنسانية حية بين بني البشر.