19 سبتمبر 2025
تسجيلنصيحة يقدمها دومًا من عصرتهم تجارب الحياة، إلى من هم مقبلون عليها. ترى أحدهم يقدمها كنصيحة مشفق، إن رأى شابًا يافعًا يريد أن يحمل أثقالًا وأوزانًا على صور عدة، حقائب كانت أم أمتعة أخرى، فربما كانت تلك الأوزان من الثقل، أن تؤثر في فقرات الظهر أو أنسجة العضلات، والمشكلات التي يمكن أن تنتج عن حملها، لاسيما إن كان الحمل بطريقة غير صحيحة. النصيحة تلك تتكرر ليس مع الأثقال والأوزان المادية فحسب، بل مع النفسية كذلك، إذ ربما الأثقال النفسية تكون أحيانًا أشد ثقلًا ووزنًا على النفس من أكوام الحديد، وتهدّ الظهور هدًّا. إنه بالقدر الذي يهمنا موضوع الحذر في رفع الأحمال المادية تفاديًا لمشكلات قد يقع أحدنا فيها كالتواءات وتشنجات أو انزلاقات وتمزقات من تلك التي يعرفها جميعنا، فإننا أيضًا يهمنا التوقف عند موضوع رفع الأحمال النفسية. أن تحمل همّ أمرٍ مستقبلي بسيط، ربما يساوي حمل مئات الكيلوجرامات من الأغراض والأمتعة الشخصية في البيت أو غيره.. فما بالك لو بدأت تحمل همومًا متنوعة، بل ماذا لو بدأت تحمل هموم غيرك ممن حولك من الأهل والأصدقاء والأحباب؟ إنك فعلًا تكون قد بدأت في الدخول لمناطق خطرة عليك، وستكون نتائجها بعد قليل من الدهر ذات أثر سلبي وضار عليك دون ريب. المشكلة ليست في حمل الأثقال المادية أو حتى النفسية، ولكن الإشكالية تكمن في الطريقة التي تحمل بها تلك الأثقال. وكما ينصح الأطباء حين ترفع ثقلًا أن تكون وضعية جسمك بشكل معين، كي لا تحدث لك انزلاقات في العمود الفقري أو مشكلات في العضلات، فكذلك حين تحمل همًّا أو ثقلًا نفسيًا إضافة إلى ما تحمله من هموم شخصية، أن تعرف كيف تحمله؟ ولماذا تحمله؟ وما أنت فاعل به.. هذا أولًا. ثانيًا، وبما أنك حملت ثقلًا نفسيًا إضافيًا، فمن المهم ألا يبقى على ظهرك إلى ما شاء الله، بل الأصل أن يكون غرض الحمل هو نقله من مكان إلى آخر والتخلص منه بأسرع ما يكون، فكلما طال بقاؤه على ظهرك، قلّت طاقتك وضعفت قدراتك. انتبه إلى نفسك من الآن وقبل فوات الأوان.