20 سبتمبر 2025
تسجيلانتشر سريعاً في اليومين الماضيين خبر نية محكمة أمريكية، إصدار حكم بإعدام هاكر جزائري يدعى حمزة بن دلاج، بعد أن تم إلقاء القبض عليه قبل عامين في تايلاند وتسليمه للولايات المتحدة بتهمة القيام بالقرصنة أو اختراق مواقع كثيرة لمؤسسات وسفارات أوروبية. في الخبر أن المحكمة الأمريكية هددت بن دلاج بالإعدام بعد أن رفض الأخير التعاون مع السلطات "الإسرائيلية" التي تضررت مواقع كثيرة في "إسرائيل" بسببه، وطلبت منه مساعدتها في تحصين مواقعها مقابل التخفيف من عقوبته، لكن الجزائري بن دلاج رفض ذلك التعاون. بحسب التقارير الواردة عنه أن بن دلاج قام باختراق أكثر من مائتي بنك، وقام بتحويل حوالي أربعة مليارات دولار وتوزيعها على دول فقيرة ومؤسسات اجتماعية وما شابه، إضافة إلى قيامه بغلق أكثر من ثمانية آلاف موقع فرنسي، واختراق مواقع قنصليات أوروبية، حيث قام بتوزيع تأشيرات مجانية لشباب الجزائر، والسيطرة على مواقع إسرائيلية وكشف أسرار خطيرة وتزويدها للمقاومة الفلسطينية، مما جعل الحكومة "الإسرائيلية" تحاول بكل الطرق تجنيده للعمل لصالحها ولكنه رفض تماماً كما أسلفنا. هذا نموذج لشخص عربي من ملايين مثله، وهم عبارة عن طاقات كامنة لا تعرف الأمة كيفية استثمارها، وما التهديد الذي قامت به المحكمة الأمريكية إلا من قبيل الضغط النفسي على الشاب، ولا أظن الأمريكان سيفرطون في عقلية كهذه، وأحسبُ أن "السي آي إيه" لديها آلاف الطرق لاستثماره وتجنيده، عاجلاً أم آجلا، فإعدامه لا يفيدهم بشيء، بل هم أذكى من هذا الفعل، وظني أن الضغوط ستكون أكبر من الشاب، بل ربما المغريات أكبر وأكثر. يكفي أن يتساءل بن دلاج وهو في موقفه العصيب هذا ليقرر وضعه المستقبلي ويقول: أين من وقفت لصالحهم ووجهت قدراتي وإمكانياتي لدعمهم – بغض النظر عن شرعية ما قام به، سوى اختراق المواقع العسكرية الإسرائيلية التي لا نختلف معه عليها - ويمضي متسائلاً: أين حكومتي أو شعبي أو أمتي العربية أو حتى الإسلامية من محنتي هذه؟ لن يجد جواباً مقنعاً كما حدث مع غيره من آلاف مؤلفة تساءلوا فيما بينهم يوماً من الأيام، فأحالتهم عقولهم إلى الاندماج مع الغرب بصورة أو بأخرى.. فهؤلاء الطاقات الشابة إنما هم بشر من لحم ودم وأعصاب ومشاعر، وليسوا آلات.. ولا يمكن أن يلومهم أحد إن تعاونوا مع البعيد والغريب أو حتى العدو، طالما أن القريب والصديق غير آبه بهم. سيخرج بن دلاج عن الأضواء عما قريب، كما خرج غيره من طاقات وعلماء هذه الأمة بصورة أو بأخرى، والتي لم تدرك وضعها إلى الآن، فحالها أوضح من أن يوضحه أحد أو يشرحه شارح ويوصفه واصف.