15 سبتمبر 2025
تسجيلتتعدد المهارات اللغوية اللازمة للإعلاميين وتبقى دائماً هناك حاجة شديدة إلى اكتسابها من جديد والتدريب عليها أولا بأول، نظرا للتغيرات والمستجدات في كل لحظة وتبقى هناك لغة وحيدة هي التي تحدد مهارات الإعلامي في كل مجال.. هذه اللغة تعد مطلبا أساسيا في الإعلام، هي مهارة الحوار... فالحوار يعد عنصرا مهما في إبراز قدرات الإعلامي اللغوية المختلفة وذكائه في إيصال التمكن من مهارات التحدث هو المنقذ الوحيد للإعلامي في حال تعرض لموقف محرج خاصة إن كان في لقاء مباشر.. إتقان الحوار هو الأساس لجميع البرامج الإعلامية حتى لو لم يكن برنامجا حواريا فالإعلامي في حالة حوار دائمة، أما مع الضيف أو مع المتلقى أو حتى مع نفسه على هذه الركيزة المهمة يتوقف نجاح الإعلامي من فشله وبالرغم من كل ذلك إلا أننا للأسف نفتقد هذه اللغة في معظم البرامج أو حتى اللقاءات الصحفية، فنحن بالرغم من القفزة الكبيرة التي تحققت في مجال الإعلام، وبالرغم من المدارس الإعلامية العديدة التي تعطى في الدورات أو حتى نشاهدها ونسمعها في البرامج كنموذج حي لازال بعض الإعلاميين يعتمدون على أسئلة معدة مسبقا لكل زمان ومكان، وهنا يظهر التكرار والتقليد بحيث لا يستطيع الضيف التفاعل مع الحوار جيدا، ويحدث أن يكون الضيف قليل الكلام، ولا يسترسل في حديثه فتنتهي الأسئلة في وقت قصير لتظهر هنا ربكة المذيع في تغطيته لبقية الوقت.. وفي أحيان كثيرة نرى أو نسمع المذيع يقاطع ضيفه باستمرار دون أن يعطيه الفرصة لإكمال حديثه مستعرضا بذلك معلوماته وكأنه جاء بالضيف لينافسه في الحديث.. وهنا يصبح الحوار فاشلا من جانب آخر، هناك من الإعلاميين الذين لو جلست معهم في حوار تستمتع بتلقائيته وحديثه وانتقائه للأسئلة وكأنه ينبش في أعماقك ليستخرج أجمل ما فيها هذا النموذج الجميل نادر لدينا نتمنى أن يتعلم منه البعض.. فالحوار الإعلامي في النهاية رسالة والحوار الإعلامي ليس مسابقات سين جيم وليست الأسئلة هي المحور، إنما الحوار الإعلامي حديث سلس مع الآخر فضفضة عميقة واحترام ومشاعر وتبادل للرأي بهدوء يشد المتلقي ليكون طرفا ثالثا صامتا يستمتع بالحوار حتى النهاية.