17 سبتمبر 2025
تسجيلإن من أكبر معوقات الحوار مع الغرب، أن الغرب لا يدخل في حوار إلا من موقع الشعور بالتفوق والسيادة، وليس من دافع الشعور بالندية، تكافؤ الحقوق والواجبات والمصالح، إذ يصر الغرب على أن النظام الغربي بجانبيه الديني والمدني هو أعظم نظام، إن لم يكن هو النظام الوحيد الذي يجب على المسلمين الانصياع له، وتبنيه شكلاً ومضموناً، وذلك مقابل التخلي، أو على الأقل تحييد الإسلام عن واقع الحياة.ومن مجمل المعوقات ما يلي:1- تجاهل دور المسلمين في بناء الحضارة الأوروبية الحديثة وبناء أوروبا الحديثة، وعدم التنويه بالحضارة الإسلامية، وسبقها للحضارة الغربية، وريادتها لها في الدساتير الغربية، مما عمق الشعور بالأحادية والعنصرية عند هذه الشعوب، وضيق الطريق على الحوار.2- انقسمت بلاد اليونان على نفسها وتحولت مدنها إلى دول مستقلة كثرت بينها الحروب والغارات.ومما هو جدير بالإشارة أن بيئتها الجبلية مسؤولة عن هذا الانفصال، كما أن هذا الواقع الجغرافي مسؤول أيضاً عن انتشار النظام الديمقراطي في كل دولة، فكانت أثينا على سبيل المثال، عرفت مجلس البولي والاكليزيا ومن ثم علمت أوروبا الديمقراطية، وأن كان احتلوهم الرومان عسكريا فاليونان احتلتهم ثقافياً.وفي معركة نوارين البحرية دمرت أوروبا الأسطول التركي المصري أثناء هجومها على اليونان بدعوة أن اليونان هي معلمة أوروبا.3- تحيز الإعلام الغربي الكامل ضد الإسلام والمسلمين، وتقديم صور نمطية عن الإسلام تروج أفكاراً خاطئة ومشوهة عنهم للغربيين، يتصل بذلك ظهور هذه المعلومات النمطية المغلوطة عن الإسلام في مناهج التعليم بمراحله المختلفة في المجتمعات الغربية، وظهور أدب معاد للإسلام في الغرب وتسهيل وصول هذا الأدب إلى أيدي القراء.4- ظهور اليمين المتطرف في الغرب على الساحة السياسية والإعلامية مما كان له مردوده السيئ بالنسبة للإسلام والمسلمين.هذا وبالله التوفيق