11 سبتمبر 2025

تسجيل

الخبث الاجتماعي !

23 يوليو 2020

هنادي وليد الجاسم سوف تعود الحياة الاجتماعية قريباً بإذن الله وسوف تزول غمة فيروس كورونا، ويعود الناس بشكل تدريجي للحياة الاجتماعية الطبيعية والتي فُطر الإنسان عليها وللتجمعات الاجتماعية التي نسمع فيها على الدوام والمجاملات والإطراءات، لكن أهي دائماً نابعة عن نية صافية؟ طبعاً لا !. فإن بعضها، كي لا نقول معظمها، مصحوبة بصفعة كلامية، أو كما يمكن تسميتها "بمجاملات سامة"، كأن تقول لكي إحداهن: "تصميم فستانج روعة بس تسريحتج كانت ضيم "، في الواقع ليس فقط محتوى الكلام الذي يكشف عن حقيقة مشاعر الشخص، لا بل أسلوبه وطريقته في التعبير، ولغة الجسد كفيلة بتوصيل الرسالة عبر لهجته الساخرة وكأنها بطريقة أخرى غير مباشرة، تقول لكِ عن حقيقتها القاتلة والتى هي: "أنا أغار منج"، أو "أنا أكرهج"، أو "أنتى مب أحسن مني " إلخ. وليس فقط المجاملات الاجتماعية وحدها التي قد تنشر خلالها السموم وتثير الربية، بل إن هناك أيضا الدعابات أو ما نسميها بالعامية "القطات"، فهناك فئة من البشر من تستظرف بدمها وتطلق الدعابة أو النكتة بقول أمور غريبة يصدمنا سماعها ولا يلبثون بأن يروا علامات الغضب على وجوهنا حتى يقولوا ( اشدعوة زعلتي كنت أمزح معاج !)، فاعلموا أن الرسالة الحقيقية وراء هذه الجملة (أنا ما أمزح أنا قاصدة وأغار منج ومب مرتاحة معاج )،وهنا أنا لا أقصد الكل أيضاً بل البعض حين يوجهون رسائل غير مباشرة تعبرعن أفكار عقلهم الباطن ومشاعرهم الحقيقية اتجاه الأشخاص. وهناك صفات مشتركة بين جميع الخبثاء والخبيثات، وهي عدم الثقة بالنفس وعدم الشعور بالأمان. وتشير الأبحاث النفسية إلى أن الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس يحاولون: إما تدميرعلاقاتهم مع الغير، أو فعل كل ما بوسعهم، ليشعروا بأن لهم أهمية كبيرة، وبالتالي فإن لجوءهم إلى أساليب الخبث تحديداً خير دلالة على غيرتهم أو حسدهم، وقد يكون سبب هذا الحسد أنهم وجدوا فيكم ميزة يفتقرون إليها، وعندئذ تصبح الغيرة أقوى منهم ويجدون أنفسهم عاجزين عن السيطرة عليها، فيلجأون إلى النقد الجارح، أو إلى المجاملات السامة أو الدعابات والنكت الخبيثة، ظناً منهم بأنهم بهذه الطريقة يخفون من حدة شعورهم بالانزعاج والنقص. خاطرة: يمدحون الذئب وهو خطر عليهم، ويحتقرون الكلب وهو حارس لهم، كثير من الناس يحتقر من يخدمه، ويحترم من يهينه هذا هو الخبث بعينه. [email protected]