12 سبتمبر 2025

تسجيل

المدارس الحكومية والخاصة

23 يوليو 2019

يبقى التعليم الهم الإيجابي لأي مجتمع وشغله الفاعل في حركته، والدول التي تُسلم تعليمها لغيرها أو لمؤسسات أجنبية تحت أي ذريعة لتفرض أجندتها عليها وتغيّر من هويتها حتى في أبسط الأمور، لهو الضياع والتقهقر، وتبقى المدارس الحكومية هي صمام أمان لأي مجتمع إذا أحسنت صناعة التعليم فيها، وتبقى المدارس الخاصة مدارس تعليمية ربحية لها نكهتها الخاصة ومنهجها الأجنبي الذي تتبعه وتسير عليه، وهنا نفتح درساً وننبه على بعض الأمور لعلنا نجد استجابة وتفاعلاً حقيقياً إيجابياً، واتمنى عندما نكتب عن التعليم ألا ّتؤخذ الأمور بحساسية شديدة من أي أحدٍ، فمنها:- الأولى: الجميع له أبناء في مدارس الحكومية، وفي الغالب هناك أسر لها أبناء كذلك في مدارس الخاصة. الثانية: كل له الحق والخيار في أن يُلحق أبناءه في مدارس حكومية أو خاصة، وهذه مسألة لا غبار عليها ولا جدال. الثالثة: أن يصبح التعليم تجارة مربحة ومدرة للأموال، فهذه مسألة عليها الكثير من الاستفهامات وعلامات من التعجب والاستغراب!. فمن المستفيد من هذا كله؟. الرابعة: أن يصبح إلحاق الأبناء في المدارس الخاصة للمباهاة والمفاخرة بين الأسر، ولمجرد أنهم فقط في مدارس خاصة دون الحصول على مخرجات تعليمية تربوية ناضجة صحيحة (لا يهم تلك الأسر ماذا يحصل عليه أبناءها) -لا نعمم- المهم أنهم في مدارس خاصة!. الخامسة: المدارس الخاصة في دولتنا -يحفظها الله حاجة أم ترف أم تنافسية مع المدارس الحكومية!! وتغريد الأبناء باللغة الإنجليزية هل هو الهدف الرئيسي لدى العائلات؟ أم أنه نجاح واجتياز بدون متاعب؟!. السادسة: المدارس الحكومية لها إجازاتها وكذلك المدارس الخاصة، وقد تزيد إجازات المدارس الخاصة على المدارس الحكومية، وهذا ما نلاحظه. السابعة: أن تصبح المدارس الحكومية تتبع إجازات المدارس الخاصة، هذا أمر يثير الاستغراب والدهشة، فبالله عليكم متى كانت إجازات المدارس الحكومية منذ نشأة التعليم في بلدنا-يحفظه الله- إجازة الربيع في شهر ديسمبر أو في آخره، ومعلوم أن هذا الوقت هو إجازات أعيادهم(الكريسمس)، (ونهاية العام الميلادي وبداية عام ميلادي جديد)، ومتى كان لنا إجازة في شهر أبريل؟ ومعلوم أن شهر أبريل إجازة أعياد عندهم، فالمدارس الخاصة تتوقف عن الدراسة في هذه الأيام. فلماذا نصحبهم في إجازاتهم وبقوة؟ لنا إجازاتنا كمدارس حكومية ولهم إجازاتهم كمدارس خاصة. الثامنة: شماعة توحيد الإجازات مع المدارس الخاصة بحجة أن هناك طلاباً في أسرة واحدة طلابها في مدارس حكومية والآخر في مدارس خاصة، وهذه الأسرة والأخرى تتعطل مصالحها بسبب أبناءهم موزعين بين حكومية وخاصة، وعليه أصبحت المدارس الحكومية تتحرك وتماشي المدارس الخاصة. التاسعة: نكرر دائماً.. من يريد أن يلحق ابنه في مدرسة خاصة يتحمل هو مسؤولية تكاليف دراسته، فلماذا نحمّل الدولة تكاليف دراسة ابنه (القسائم التعليمية). العاشرة: في جميع الدول مدارس خاصة، ولكن هل المدارس الخاصة في تلك الدول تفرض أجندتها في إجازاتها على المدارس الحكومية هناك؟ (مستحيل)، أم أنها تلتزم بإجازات تلك الدولة في التعليم الحكومي، أما نحن مع الأسف الشديد نجاريهم في إجازاتهم وكأنهم هم الأساس والبنيان المرصوص الذي لا يُهدم، بل يَهدم!. "ومضة" الحفاظ على هوية المدارس الحكومية والثقة فيما وضعه أسلافنا من أهل التربية والتعليم من أبناء الوطن الكرام وسارت عليه المنظومة التعليمية بجميع أركانها في الماضي وحتى عهد قريب مدعاة للفخر. لم ينتهِ الدرس..!. al_ibrahim33@hotmailcom