31 أكتوبر 2025

تسجيل

خطاب استثنائي لـ"تميم" العز والإرادة والفخر والسيادة

23 يوليو 2017

خطاب استثنائي.. بمثابة خارطة طريق لرؤية قطر المستقبلية.. ويرد على الافتراءات الظالمة والمسيئة لقطر خلال أزمة الحصار المفتعلة من خلال دول التآمر.. سمى الأسماء بأسمائها ولم يرد على الإساءة بالإساءة.. إنها قمة الأخلاق الرفيعة لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد في خطاب الأمس التاريخي. جاء بالأمس خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر معبرا عن المرحلة التي يعيشها سمو وشعبه الأبي من خلال الحصار الظالم والجائر الذي فرضته دول التآمر عليها من خلال ادعاءات باطلة ومختلفة تهدف للنيل من قطر وشعبها وثروتها الاقتصادية التي حباها الله لهذا الشعب، والتي فشلت فشلا ذريها بفضل إرادة سمو الأمير وقوة إرادة هذا الشعب الذي تصدى لهذا الحصار بكل شرف وكرامة واستبسال ذودا عن حياض هذا الوطن لتحقيق العزة والإباء لقطر المجد وتميم المجد. وبقدر ما جاء خطاب سمو الأمير شاملا ووافيا للأحداث الأخيرة التي تمر بها قطر بشكل خاص والمنطقة الدولية بشكل عام ، فإن تأثيره على الشعب القطري كان كبيرا وأظهر لنا وقوفه مع القائد مسطرين أجمل الملاحم الوطنية في التآخي والحب غير المسبوق في تاريخ قطر الحديث. والأمر اللافت في هذا الحطاب الذي كان منصبا ومركزا على الحصار الظالم ضد قطر إلا أن مواقف سموه العروبية والوقوف مع الشعوب الأخرى حيث كان في هذا الخطاب يتحدث عن قضية الأقصى والشعب الفلسطيني الذي لم يغفل دوره مشيرا إلى أحداث المسجد الأقصى واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية في أحد المقدسات الإسلامية التي لم ينسها سموه في خطاب الأمس. ولهذا اتسم خطابه بالعقلانية والاتزان والحكمة في تناول قضايا الأمة، من خلال خطاب الوجدان هذا، مركزا على الشأن الداخلي بشكل مفصل وبأسلوب هادئ ينم عن قمة الأخلاق التي عودنا عليها سمو الأمير في كافة خطاباته التي تعرف كيف تصف الأحداث وتناقشها دون تشنج أو تسرع في نبرة الخطاب، فجاء الخطاب بمثابة خارطة طريق للسياسة القطرية القادمة وما يجب أن تسير عليه قطر الغد خاصة أن أزمة الحصار علمتنا الكثير من الدروس التي لن تنسى بل أفادتنا كثيرا لإعادة السياسات من جديد ورسم الخطط المستقبلية بخطى حثيثة تسعى للتخطيط المدروس والمتأني وغير المتسرع من أجل الحفاظ على ثروة الأجيال القادمة وجعل قطر تمشي على نفس النهج في البناء والتنمية. ولوحظ في خطابه أيضا أن سموه خاطب دول الحصار بالأشقاء ولم يطلق عليهم أية تسمية أخرى، وهذا كان قمة الأخلاق الرفيعة لسموه الذي لم يقابل الإساءة بالإساءة بل ترفع عن ذلك وظهر أكثر حكمة من غيره، وهذا ما تمتاز به كل خطاباته السابقة كما عودنا على ذلك. كما وجه سموه عبر هذا الخطاب التاريخي رؤية واضحة لما يجب أن تسير عليه قطر في مجال الحفاظ على ثرواتنا الاقتصادية والاهتمام بالبنية التحتية بشكل أكبر وأفضل من الوقت الحالي بعد الاستفادة من النواقص والسلبيات وتصحيحها بما يخدم التنمية البشرية مع تركيز سموه على الاستثمار في الإنسان القطري محور التنمية في دولة قطر، مع الاستعانة بغير المواطنين من العرب والأجانب للاستفادة منهم في التنمية خلال المرحلة المقبلة، فالوافد شريك أساسي في مرحلة بناء الوطن ولا غنى عنه في مشاريع التنمية المستقبلية. ولعل تركيز خطاب سموه على الاهتمام بالاقتصاد الوطني بالدرجة الأولى مع تطويره بشكل أكبر وأفضل من المرحلة الحالية، وحث على رفع وتيرة الإنتاج من خلال الاعتماد على النفس حتى يسير اقتصادنا بكفاءة واقتدار نحو الإنتاج الخلاق، مع العمل من اليوم على إزالة التحديات والعقبات التي تواجه المستثمر القطري وفتح المجال أمامه دون أية عراقيل مع الانفتاح في مجال الاستثمار دون قيود .. مع تشجيع رجال الأعمال القطريين لخدمة هذا الاقتصاد .. وكذلك السعي للمزج بين القطاع العام والخاص لرفعة المرحلة المقبلة.. وهو ما يشكل بدء مرحلة جديدة للاقتصاد الوطني في دولتنا الفتية. وهذه العوامل من النقاط المهمة التي جاءت في خطاب سموه لبناء اقتصاد قوي ومتين يعتمد على النفس ولا يعتمد على الغير من خلال المنتجات التي تفد إلينا من الخارج. في الختام علينا أن نتمعن جيدا في قراءتنا المتأنية لهذا الخطاب ونستخلص منه العديد من التوصيات المهمة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: - أنه أشاد بروح النبل والألفة التي تسود في ربوعنا لكونها الذخيرة والزاد والعتاد. - أن الشعب القطري وقف تلقائيا وبشكل طبيعي وعفوي دفاعا عن سيادة هذا الوطن واستقلاله. - وشعبنا جمع بين صلابة الموقف والشهامة التي تميز بها أهل قطر الذين أذهلوا العالم برقيهم رغم التحريض والمساس بالمحرمات. - الستار الكثيف من الافتراءات والتحريض لم يربك شعبنا القطري. - كل مقيم على هذه الأرض أصبح ناطقا باسم قطر. - التأثر بروح التآلف والتضامن والتحدي التي سادت. - أن هذه الروح خيبت آمال الذين راهنوا على مكسبها. - الحملة على قطر كانت بمثابة عملية اعتداء على سيادة قطر والخطوات التي خططت سبقتها سلفا. - علينا احترام الدول العربية وغير العربية التي وقفت معنا أو لديها رأي عام نحترمه ولم تقف على الأقل مع الحصار. - أن أبناءنا تعلموا منذ الصغر أن الوشاية والكذب رذيلتان من أسوأ الرذائل. - أن قطر لا تحاول فرض رأيها على أحد. - أن قطر تكافح الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط والمجتمع الدولي يعترف بذلك. - أن أي حل لهذه الأزمة يجب أن يشمل ضمان عدم العودة إلى هذا الأسلوب الانتقامي، وأن يكون الحل عن طريق الحوار مع احترام كل دولة ذات سيادة وإرادة دون الإملاءات من طرف على طرف. - لا نخشى من تشخيص الخطأ وتصحيحه. - تخصيص عائدات الغاز من الاكتشافات الجديدة للاستثمار من أجل الأجيال القادمة. - وأخيرا تضامن قطر مع الشعب الفلسطيني ولا سيما أهلينا في القدس واستنكار إغلاق المسجد الأقصى. ** كلمة أخيرة الخطوة المقبلة تتطلب العمل على تنفيذ المزيد من اتفاقيات الشراكة مع جميع الدول .. إقليميا وعالميا .. وفتح منافذ اقتصادية وأمنية جديدة من الخارج .. والتركيز على الاستثمار في الإنسان القطري وتشجيع المستثمرين.. وكذلك تأكيد سموه على: " أن قطر بحاجة لكل منكم في بناء اقتصادها وحماية أمنها". [email protected]