17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قبل سنة شاع خبر إن نظارة الزعيم الهندي "غاندي" سرقت من متحف ولاية ماهاراشترا، فأمر الحاكم بإجراء تحقيق رفيع المستوى، فبدأت حالة الاستنفار بكل أرجاء الهند! السؤال: هل يعقل كل هذه الزوبعة من أجل نظارة؟ نحن لا نريد أن نعرف من سرق نظارة غاندي، لكن نريد أن نعرف لماذا هي بالذات، ولماذا لم تسرق نظارتي أو نظارتك أخي القارئ؟ إذًا الجوهر ليس بالنظارة، بل بصاحبها غاندي، فهو رجل الحرية كما يسميه شعبه، والمخلص الذي تنبأ به كريشنا على حد زعمه، وغاندي معروف أنه شخص بسيط يلبس ثياب بالية، لكن! هو إنسان مؤثر جدًا، وبصماته غيرت مستقبل الشعب الهندي ومنحته الحرية. تلك البصمات من جعلت نظارته وصندله تعملان ضجة بإدارة متاحف نيويورك قبل ثلاث سنوات، بعد أن أرسلت الحكومة الهندية وفدًا رفيع المستوى للتشاور في كيفية استرجاع نظارة غاندي الحديدية وصندله الجلد إلى مسقط رأسه، فمكانتهم وقيمتهم كما صرح رئيس الوفد للصحف الأمريكية، من تراث الهند الوطني، وأحد أهم روافـد حضارته الحديثة.أنا هنا لا أمجد غاندي، لكن هو واقع ومجد يفرض نفسه على أقلامنا وأدبنا وثقافاتنا، وهذا ديدن كل إنسان مؤثر وله بصمات تعود على الإنسانية بالخير والصلاح، فالتاريخ مليء بالعظماء المؤثرين، لكن هل هذه العظمة نزلت من السماء، أو حصاد الإنسان لزرعه؟ هم لم يكونوا أشخاصًا عاديين "نوم ثم عمل ثم أكل " حتى يتوسد التراب، ويبقى فقط اسمه بالوثائق الحكومية. مع الأسف إننا لا نأخذ مع أنفسنا وقفة نفكر فيها: ما هو دورنا بالحياة؟ وهل خلقني الله كي أعمل لأعيش أم أعيش لأعمل؟أنا لا أطلب من الجميع أن يصبحوا كأينشتاين وابن سينا، لكن على الأقل أن نقوم بدور مشرف لوطننا ومجتمعنا، فكل إنسان منوط بتكليف يحمله على رأسه، وعودة على موضوع النظارة ولتلطيف الأجواء، سمعت أن نظارة المجاهد عمر المختار رحمه الله سرقت عدة مرات بليـبيا، حتى استقرت بإحدى متاحف إيطاليا، وبالنسبة لي، أشياء كثيرة تصنع السعادة، لكن عندما أضع النظارة على عينيّ فإني أسعد إنسان بالوجود.