17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الحجر كان ولا يزال سلاح الشبّان الفلسطينيين لمقاومة السلطة المحتلة، إلى جانب البندقية التي عز استخدامها في الضفة الغربية إلا فيما ندر... والرشق بالحجارة كان سمة أساسية من سمات المقاومة الفلسطينية، خلال الانتفاضة الأولى العام 1987 واستمرت أربع سنوات والثانية العام 2000 واستمرت خمس سنوات، حيث كان الأطفال الفلسطينيون يتصدّون لآليات الحرب الإسرائيلية والجنود بالحجارة في القرى والمدن الفلسطينية، وعرفوا بـ"أبطال الحجارة"، وأثاروا اهتمام وإعجاب العالم. بقي الحجر الفلسطيني سلاحا عبر السنوات المنصرمة ولا يزال، وازداد قوة وتأثيرا، فبات مصدر رعب وقلق لسلطات الاحتلال، وعجز الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح وأدوات الموت الأخرى في مواجهته، وعكست تصريحات قادة الاحتلال هذه المخاوف أمثال نير باركات رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس المحتلة، الذي قال مؤخرا وبكل وضوح، إن حجم أعمال رشق الحجارة في القدس الشرقية: "أصبح يوميا ولا يطاق"، مطالبا بتشديد الإجراءات ضد الضالعين في هذه الأعمال.كانت الأحكام الإسرائيلية ضد راشقي الحجارة في القدس المحتلة ما بين السجن الفعلي مع التعذيب الجسدي والنفسي، أو الحبس المنزلي مع المراقبة النهارية والليلية، والإبعاد إلى خارج مكان السكن قد تصل شهورا. قبل أيام أيّد الكنيست مشروعا بتشديد العقوبة لراشقي الحجارة على الشرطة والجنود الإسرائيليين والمستوطنين، ظاهره الحد من هذه الحوادث، ولكن باطنه تشديد العقوبات بإجراءات فاشية وعنصرية، حيث يخول إنزال عقوبات شديدة جدا ضد كل من يلقي حجارة في أي ظرف كان، حتى إن لم تثبت لديه نيّة لإيقاع الضرر أو المساس بالآخرين.هذا القانون يهدف إلى الانتقام من الفلسطينيين الذين يعانون الأمرين من ظلم وجور الاحتلال، ومضايقات واعتداءات المستوطنين، مع أن من حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم ومناهضة الاحتلال والاستيطان بجميع الوسائل.ومن شأن هذا القانون العنصري أن يزيد عدد الذين يزجون في السجون من الكبار والصغار، ومن بين هؤلاء المعاقبين دون رحمة هم راشقو الحجارة وكما هو معروف، فإن العقاب على من يرشق الحجارة في إسرائيل، شديد ومؤذ وغير إنساني، وضع ضمن قانون خاص منذ الانتفاضة الأولى والثانية التي كان الحجر سلاحا فعّالا وأداة من أدوات النضال بأيدي أطفال الحجارة. وكان للحجر عقاب شديد هدمت بموجبه بيوت وطردت عائلات من بيوتها لتصبح مشردة في أراضيها أو إرغامها على الهجرة خارج البلاد.يبدو واضحا من خلال إقرار هذا القانون أن تتعاظم سياسة التنكيل بالفلسطينيين كل يوم، ويزاود محبو الكراسي والعنصريون في حكومة نتنياهو الجديدة بمشاريع قوانين أكثر شدة على راشقي الحجارة، وكما يتبين من المشروع الذي تقف وراء إقراره في الكنيست وزيرة القضاء الجديدة إيليت شاكيد، لتعديل قانون العقوبات ليصبح أكثر قسوة ولتصبح العقوبة 20 سنة مثل عقوبات المجرمين. من المضحك أن تستمر إسرائيل في الإبداع في كيفية قتل الفلسطينيين، ووضعهم في السجون، علّهم يتوقفون عن مقاومتها بالحجر ورفضهم مواصلة إسرائيل سياستها الاستعمارية العنصرية التي لا تلتزم بالشرعة الدولية.في ظل هذه الإجراءات العنصرية ضد أبطال الحجارة، وهم عادة من صغار السن، شددت الاستخبارات الإسرائيلية عملها في مراقبة ومتابعة نشاطات الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة منها لاعتراض كلمات ذات دلالات عسكرية أو أمنية أو دينية مثل كلمات "القدس، شهيد، مكان جغرافي معين"، وغيرها.إسرائيل لم تتعلم ولن تتعلم أن إجراءاتها وقوانينها الانتقامية التي تفرضها على الفلسطينيين لم تنفع ولن تنفع، لأنها وجدت غير شرعية، وظلت تتصرف بوقاحة دون احترام للمواثيق الدولية.