14 سبتمبر 2025

تسجيل

من أنواع الاحسان

23 يوليو 2014

من أنواع الإحسان: الإحسان إلى الخَلق من الآدميين والبهائم ، بإغاثة الملهوف وإطعام الجائع والتصدق على المحتاج وإعانة العاجز ، والتيسير على المعسر والإصلاح بين الناس، قال الله تعالى: ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) وقال تعالى: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) وقال تعالى: ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ) فقد أمر الله سبحانه بالإحسان إلى هذه الأصناف بإيصال الخير إليهم ودفع الشر عنهم ، وقال تعالى: ( إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) فبين الله سبحانه سبب حصولهم على هذه الكرامة العظيمة وأن ذلك بما أسلفوه من الإحسان في الدنيا من صلاة الليل والاستغفار بالأسحار والتصدق على المحتاجين وقال تعالى: ( إن المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزي المحسنين ) .ومن أنواع الإحسان: الإحسان إلى البهائم ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( دنا رجل إلى بئر فنزل فشرب منها، وعلى البئر كلب يلهث فرحمه فنزع أحد خفيه فسقاه، فشكر الله له ذلك فأدخله الجنة ) وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بينما رجل يمشي بطريق، اشتد عليه الحر، فوجد بئرا فنزل فيه فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان مني، فنزل البئر فملأ خفه ماءً، ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له )، قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجرا؟ فقال: ( في كل كبد رطبة أجر )، ففي هذه الأحاديث فضل الإحسان إلى البهائم بما يُبْقي عليها حياتها، ويدفع عنها الضرر، سواء كانت مملوكة أو غير مملوكة ، مأكولة أو غير مأكولة ، وفي الحديث الذي رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة ، ولْيَحد أحدكم شفرته ولْيُرح ذبيحته )، فيه فضيلة الإحسان إلى البهائم المأكولة في حال ذبحها، وهذا شيء يغفل عنه بعض الناس، فيسيؤون إلى البهائم في كيفية ذبحها.والإحسان في معاملة الخالق بفعل الواجبات وترك المحرمات واجب ، وفي فعل المستحبات وترك المكروهات مستحب ، والإحسان في معاملة الخلق ، منه ما هو واجب كالإحسان إلى الوالدين والأقارب بالبر والصلة ، ومنه ما هو مستحب كصدقة التطوع، وإعانة المحتاج ، والإحسان في قتل ما يجوز قتله من الناس والدواب بإزهاق نفسه على أسرع الوجوه وأسهلها ، من غير زيادة في التعذيب ، وهكذا مطلوب من المسلم أن يكون محسنا في كل شيء مما يأتي وما يذر، محسنا في عمله ، محسنا في تعامله مع الله ومع خلقه ، ومحسنا في نيته وقصده، قال الله تعالى: ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ) فهؤلاء الذين لا يستطيعون القتال لعجزهم الجسمي والمالي مع سلامة نياتهم وحسن مقاصدهم ، قد عذرهم الله لأنهم محسنون في نياتهم، لم يتركوا الجهاد لعدم رغبتهم فيه ، وإنما تركوه لعجزهم عنه ، ولو تمكنوا منه لفعلوه، فهم يشاركون المجاهدين في الأجر لنياتهم الصالحة .