14 سبتمبر 2025
تسجيلالعربية لغة القرآن:اللغة العربية إحدى اللغات السامية، ورغم أنها آخر لغة سامية في التاريخ، إلا أنها تعتبر أهم مجموعة اللغات السامية لسببين:الأول: نزول القرآن الكريم بهذه اللغة؛ فهي وعاء ديننا الحنيف الذي يجمع المسلمين على اللسان العربي فتجعل منهم جسدا واحدا وثقافة واحدة. قال تعالى: "كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون" فصلت (3)وقال عز وجل: "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلهم يعقلون" يوسف (2)ولما كانت العربية بهذه المكانة الرفيعة فقد تكفل العزيز الحكيم بحفظها قال تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" الحجر (9)الثاني: هو أن هذه اللغة تفوقت على كل اللغات السامية من نواح عدة.. فعلى سبيل المثال، أثبتت الدراسات المقارنة أن العربية وحدها هي التي احتفظت بحروف معينة فقدتها في اللغات السامية الأخرى كالحروف الحلقية، كما أثبتت الدراسات المقارنة كذلك أن احتفاظ العربية بالعديد من الألفاظ التي يعود تاريخها إلى ما يزيد على الأربعين قرنا من الزمان، ومن أهم الخصائص اللغوية التي احتفظت بها العربية وتفوقت فيها على كل اللغات السامية بل لغات العالم أجمع، ظاهرة الإعراب، التي يذهب علماء فقه اللغة إلى أنها أقدم من القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد.ومع أن ظاهرة الاشتقاق من أهم مميزات اللغات السامية، إلا أن الثابت أن العربية يضطرد فيها الاشتقاق بأكثر مما يضطرد في سائر اللغات السامية.ومثل هذه الحقائق دليل على أن العربية لها شخصيتها المستقلة المميزة عن غيرها من اللغات، بما في ذلك السامية، رغم أن العربية واحدة منها. والسر وراء هذه الشخصية يكمن في كون العرب، قد أتيح لهم من الظروف ما جعلهم شبه منعزلين عن غيرهم في جزيرتهم العربية التي تعتبر أكبر شبه جزيرة في العالم. هذا بالإضافة إلى أن هذه الجزيرة بحكم طبيعتها قد ساعدت العربية على أن تكون اللغة الشاعرة. فالمعروف أن انعزال العرب في جزيرتهم أتاح للغتهم – بالإضافة إلى شخصيتهم المستقلة – أن تكون صدى جميلا لبيئة هذه الجزيرة الشاسعة المسافات، الصافية الأجواء ذات الشاعرية المتنوعة في التعابير.