03 نوفمبر 2025

تسجيل

تاريخ المسجد الأقصى المبارك

23 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نعود مجددا لفتح صفحة المسجد الاقصى المبارك لأهمية ذلك من النواحي الدينية والتاريخية والجغرافية، ولتعلق قلوب المسلمين في العالم به وببيت المقدس، وسط تصاعد مزاعم اليهود الصهاينة بأحقيتهم به، ولكشف تلك المغالطات التي يلجؤون إليها، وما وصلت إليه الاستراتيجية الصهيونية لاستكمال السيطرة على ثالث الحرمين الشريفين.فمن ناحية المكان، يعتبر المسجد الأقصى، باتفاق العلماء والمؤرخين ومنهم المستشرقين الأجانب، اسم لجميع مكوناته على الأرض، وهو مبنى المسجد وأسفله وما تحته، وما اشتمل عليه سوره بأبوابه الثمانية عشرة، وساحاته الواسعة، والمصلى الجامع والمصلى المرواني، ومسجد قبة الصخرة ومسجد عمر بن الخطاب، الأروقة والقباب والمصاطب وأسبلة الماء والبواكي وعددها ثمانية وغيرها من المعالم، وعلى أسواره المآذن، ويطلق عليه أيضا بيت المقدس، كما جاء في روايات علماء المسلمين.يقول مجير الدين الحنبلي في مؤلّفه (الأنس الجليل): "إن المتعارف عند الناس أن الأقصى من جهة القبلة، الجامع المبني في صدر المسجد الذي فيه المنبر والمحراب الكبير، وحقيقية الحال أن الأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور.. فإن هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره، من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدثة، والمراد بالأقصى ما دار عليه السور".وقد اختلف المؤرخون في مسألة الباني الأول للمسجد الأقصى على عدة أقوال، فمنهم من قال إنهم الملائكة، أو النبي آدم أبو البشر، أو ابنه شيث، أو سام بن نوح، أو النبي إبراهيم، ويرجع الاختلاف في ذلك إلى الاختلاف في الباني الأول للكعبة.ورجّح الباحث عبدالله معروف بأن آدم هو من بنى المسجد الأقصى البناء الأول، لرواية عن ابن عباس، ولترجيح أن يكون آدم هو الباني للكعبة، كما رجّحه الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري. ويُرجّح عبدالله معروف أن يكون البناء الأول للمسجد الأقصى قد اقتصر على وضع حدوده وتحديد مساحته التي تتراوح ما بين 142 و144 دونماً.ولا يُعرف بشكل دقيق متى بُني المسجد الأقصى لأول مرة، ولكن ورد في أحاديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام بأن بناءه كان بعد بناء الكعبة بأربعين عاما، فعن أبي ذر أنه قال: "قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولا؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة".وللمسجد الأقصى عدة أسماء، أهمّها ثلاثة، هي المسجد الأقصى، وكلمة "الأقصى" تعني الأبعد، وسُمِّيَ الأقصَى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام في مكة المكرمة، والذي سمّاه بهذا الاسم وفقا للعقيدة الإسلامية الله في القرآن، وذلك في سورة الاسراء: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".والبيت المَقْدِس، تعني المطهّر والمبارك، وهو الاسم الذي كان متعارفا عليه قبل أن يُطلق عليه اسم "المسجد الأقصى" في القرآن الكريم، وهذا الاسم هو المستَخدَم في معظم أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثل ما قاله يوم الإسراء والمعراج: "ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين ".والحرم القدسي الشريف، وهي تسمية أيضا تطلق على هذه البقعة المباركة من مدينة القدس وشائعة الاستخدام بين الناس وبخاصة أهل المدينة المقدسة، والتي اكتسبت قدسيتها من احتضانها لقبلة جميع الأنبياء والمرسلين إلى أن تحولت قبلة المسلمين إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة بعد أشهر عديدة من صلاة المسلمين باتجاهها.ويقول الدكتور ناجح بكيرات، مدير دائرة المخطوطات والتوثيق في المسجد الأقصى: "إن في أسفل المصلى الجامع في المسجد الأقصى الحالي من جهة القبلة ممر وهو عبارة عن رواقين ممتدّين شمالاً وجنوباً بدءاً من البوابة المزدوجة المغلقة حاليّاً والمحصّنة بجزء من المدرسة الختنيّة وتنتهي إلى "درج" سلّم حجري يوصل صعوداً إلى ساحة المسجد الأقصى أمام الواجهة الشماليّة شرق الباب الأوسط للمسجد، ولعل المسمى يختلط على الناس فتارة يسمى الأقصى القديم وتارة أخرى الممر إلى المسجد الأقصى، والمؤكد أنه بناء إسلامي أموي، ودوائر الاحتلال التي أجرت الحفريات على مراحل عديدة منـذ عـام 1968م وحتى الآن تؤكد بأنّ باني هذا الباب المزدوج هو عبدالملك بن مروان ومن ثمّ الوليد.وتحت "أسفل" المسجد الأقصى الحالي، ما اصطلح على تسميته "مصلى الأقصى القديم"، ويتألف من رواقين قائمين ممتدان من الجنوب إلى الشمال، تحدهما أعمدة حجرية ضخمة تحمل سقفه الذي يقوم جزء من الجامع القِبْلي عليه، وهو يمثل جزءا من التسوية الجنوبية التي أقيمت فوق الأرضية الأصلية المنحدرة للمسجد الأقصى المبارك، حتى يتسنى البناء على سطح مستوٍ، وينتهي الرواق الغربي من الرواقين بجدار مغلق، وأما الرواق الشرقي فينتهي بالسلم الحجري الذي يتوصل من خلاله إلى ساحات المسجد الأقصى.وأكد كذلك الشيخ رائد صلاح بأن: "المبنى الواقع تحت هذا المسجد الذي نصطلح عليه باسم الأقصى القديم وهو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، والمصلى المرواني الواقع تحت الجهة الجنوبية الشرقية للأقصى المبارك وهو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك وكل ما داخل سور المسجد الأقصى يُعد جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى".