بغداد ذكريات ومشاهد

" فإني أحب العراق لأن فيها أجمل ذِكَر الماضي ". بغداد وما أدراك ما بغداد ؟ بغدادالعراق التاريخ، بغداد الإسلام، بغداد أهل السنة والجماعة، بغداد الخلافة والفتوحات والعزة والكرامة والقوة، بغداد القادة والرجال، بغداد العلم والعلماء، بغداد العظماء والفقهاء والأدباء والكتّاب والشعراء والحكماء والأئمة والمحدّثين، بغداد العراق حفظها الله من الأعداء وكيد الكائدين من المنافقين والباطنيين. كتاب " بغداد ذكريات ومشاهد " للعلامة الشيخ علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء رحمه الله، بالفعل ذكرياتومشاهد سطرها " وليس يَهيج النفس ويثيرها مثل أطلال الماضي والوقوف بآثار الغابرين، ففيها روعة البقاء، وهول الفناء، وعبرة الدهر". يقول رحمه الله في كتابه " ليس هذا الكتاب عن بغداد الأمس البعيد، يوم كانت بغدادحاضرة الدنيا وعاصمة الأرض، وكانت أعز وأجل مدائنها، وكان الخليفة الذي يقيم فيها أكبر أولئك الملوك ودولته أقوى تلك الدول.."، " وبعد، فبلاد المسلمين كلها بلدي، أُحبّها حبي بلدي وأحفظ لها من جميل الذكريات مثل الذي أحفظه من ذكريات بلدي، وأسأل الله أن يردّ عليها وحدتها، وأن يعيد إليها عزّتها، حتى تصنع لغدها مثل الذي صنعته لأمسها. وتحية لبغداد التي كتبت عنها هذا الكتاب ". عناوين الكتاب كلها جميلة بأسلوب الشيخ الطنطاوي رحمه الله المميز والمشوق للقراءة بتسع عشرة عنواناً بدأها بـ" فِلْم بغداد " وانتهى ب" ثورة تموز في العراق " وما بين هذين العنوانين جاءت عناوين منها :"على إيوان كسرى.. لقد بنت ديمقراطية عمر، الذي كان ينام على التراب، ويتغطى بالبرنس، ويؤدب بالدرة، ويعِين الفقير، ويخدم العجوز، وينصف من نفسه... لقد بنت ديمقراطيته دولة، أما جبروتك وعظمتك الجوفاء واستعبادك الناس،فلقد هدمت دولة "، " وليعتبر الطغاة، فلقد كان كسرى(يوم كان كسرى) أضخم سلطاناً وأعظم بنياناً وأكثر أعواناً، فأباد الزمان السلطان، ودك البنيان، وأهلك الأعوان". وأخيراً..." لا تحزني يا بغداد واصبري، فإن كل شيء يعود ما بقي في القلب إيمان وفي الفم لسان وفي اليد سنان " بإذن الله. " أخر الكلام "" إن أصحاب الهمم العالية إذا هبطوا الجبل من جانب قاموا يحاولون صعوده من الجانب الآخر، لأنهم لا يطيقون البقاء في الحضيض بل يبتغون المعالي أبداً ".