12 سبتمبر 2025

تسجيل

المبادرة المبادرة

23 يوليو 2014

المبادرة تعني أن تقوم بالعمل قبل أن يطلب الآخرون منك ذلك، ودون أن تعتمد على رد فعلهم لتحفيزك على فعله، وهي أهم دعائم النجاح في الحياة.هناك من الناس من يمتلك روح المبادرة لاقتحام الحياة دائما ويمتلك روح المغامرة في سبيل تعلم كل ما هو جديد، وفي المقابل هناك من الناس من تنقصهم روح المبادرة، ويعتمدون على غيرهم دائما في إنجاز الأعمال، ولا يخفى بأننا جميعا نحب أصحاب الشخصيات المبادرة، ومن المفيد جدا أن نتعلم تلك الروح إذا كنا لا نملكها بالأساس، فهي مهارة قابلة للتعلم.حتى نحقق هذه الروح لدينا فلابد أن تكون لدينا رغبة في العطاء، وكلما ارتفع مستوى الإيجابية لدينا كلما انطلقنا أكثر في الحياة واكتسبنا روح المبادرة أسرع، لأن الإيجابي أكثر انطلاقا في الحياة ويكاد لا يرى العقبات، وحتى إذا رآها فهو يراها بحجمها الحقيقي، في حين يراها الإنسان السلبي في كل مكان بل ويضخمها أحيانا.نجد أن صاحب الحس الوطني، والحس الديني، والحس الأسري، يحمل مبادرات أعلى دائما، وقد تعجبون لو قلت لكم بأن صاحب الحس الذاتي تماما هو الذي يكون أكثر وطنية وأكثر انتماء لأسرته وكذلك لدينه.ولكن كيف يكون الحس الذاتي أو الانتماء الذاتي؟يكون الانتماء الذاتي بأن أحترم هذه الذات أولا، وأقدرها، وأنتصر لمزاياها، وأنتصر لعيوبها بإصلاح العيب لا بالإصرار عليه، وهذه هي الطريقة المهنية والعاقلة في إدارة عيوب الذات.الإنسان في هذه الحياة يمر بمواقف كثيرة تتقاذفه بين يسر وعسر، وتأتيه أفكار سلبية وأخرى جميلة، فيزداد الإنسان حكمة كلما دعم ما يأتيه من أفكار مميزة، ويزداد حكمة أيضاً كلما راجع الأفكار غير المميزة، فحتى الأفكار غير المميزة من الخطأ أن أتراجع عنها، فلربما وصفتها أنها غير مميزة لا لأنها غير مميزة، ولكن النفس الكسولة التي غابت عنها روح المبادرة أسمتها غير مميزة حتى تبرر لكسلها عن التمحيص.إذاً كان لزاما عليك أن تتأكد من أنك تحمل روح المبادرة لذلك الشيء، وأن تتأكد أنك تعشق هذا الأمر وترغب فيه، ويجب أيضا أن تتأكد من أن تجعل نفسك مع الأشياء المفيدة لا مع الأشياء التي تعشقها، من الخطأ أن تبقى عالقا حول معشوقات الذات إلا إذا كنت رتبت هذه الذات وهذبتها ابتداء، أما إذا كنت لم تهذبها ولم تربها جيدا فإن معشوقاتها ربما تكون سيئات.عليك بدعم المعشوقات الصالحة دون المعشوقات السيئة، فهذه هي لغة النفس، التي تجعل النفس تطرب وتغرد في السماء وتحلق عاليا باحثة عن رضا الله سبحانه وتعالى ومنطلقة من رضاها الداخلي حتى تستقر وتطمئن. من هنا يدرك الإنسان أن روح المبادرة لا يمكن تنميتها إلا إذا راجعنا أنفسنا وأصلحناها وهيئنا فيها أرضا خصبة حتى تنمو عليها روح المبادرة وحب العطاء الذي يدفعك لحب الحياة، ويمنحك حب الآخرين لك من دون مقابل.