14 سبتمبر 2025

تسجيل

البيئـــة في القـــرآن الكـــريم

23 يوليو 2013

كان الناس قبل الإسلام لا يعرفون شيئا عن الكون، فعندما نزل القرآن اتضح لهم أنه آية من آيات الله وأنهُ خُلق من عدم كما يقول القرآن: "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" الأنعام 101، وتبين لهم أن السموات والأرض كانتا في بداية أمرهما شيئا واحدا ثم انفصلتا، فقال: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ" الأنبياء:30، وعندما يتحدث القرآن عن هذا الكون يشهد بأن كل الوجود من هذا الكون مسلم، أسلم لإرادة الله بشكل مطلق بحيث أنه دائما يتوجه إلى الله تعالى بمشاعر العبودية فيقول: "أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ" آل عمران: 83. الأرض في المنظور القرآني: عند الحديث عن الأرض كأنما يوجه القرآن النظر إلى العالم كله برؤية كلية ويصور الأرض كأنها منزل، فيقول تعالى: "الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ" البقرة22، ويقول تعالى: "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلّ ِالثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْل َالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الرعد :3. ويتضح من هذه الآيات الكريمة أن الأرض التي هي جزء من هذا الكون تم إعدادها للإنسان وأقيمت وفق نظام معين، وزودت بالماء الكائنات الحية. التربة في المنظور القرآني: إن المقصود بالتربة هو الطبقة العليا من القشرة الأرضية أي الأتربة التي تتميز بصفات خاصة بتعامل العوامل المواد المؤثرة فيها وفقا للظروف الطبيعية، وهذه التربة هي خليط من حبيبات مختلفة من الرمل، والغرين، والطين، وللتربة أهمية كبرى في تنمية النباتات الخضراء حيث تزود بمختلف احتياجاتها من المواد الأساسية ولقد أشار القرآن الكريم إلى أن البلد الطيب يخرج نباتا، وأما البلد الخبيث هو الذي تغيرت تربتهُ فخبثت فلا خير فيه فقال تعالى: "وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ" الأعراف:58،