الرحلة القطرية إلى الديار المغربية (14)

ما زال حديثنا عن جامع القرويين بمدينة فاس القديمة وقد شاهدنا ونحن نتجول بساحاته الواسعة ساعات قديمة جدا معلقة على أبوابه قيل لنا إنها كانت تستخدم من قديم وتعمل على التوقيت الشمسي وبطريق الظل أو ما شابه ذلك وتقام دروس علمية عامة ودروس خاصة بالنساء وقد أخبرونا أن كافة أنواع العلوم تدرس به ومن الشروط للتسجيل والانتظام بدروس الجامع أن يكون الطالب أو الطالبة قد أنهيا حفظ القرآن الكريم كاملا وبعد خروجنا من جامع القرويين مررنا بمسجد آخر يقال إنه ضريح أحمد التجاني صاحب الطريقة المعروفة وقد دخلنا لنرى ما فيه وإذا بالناس جالسون حوالي القبر وقد شعرت حينها بحزن يعلمه الله، فبدل أن يتجهوا إلى القبلة كانوا متجهين للقبر ومع أننا لم نسمع منهم شيئا إلا أن طريقة الجلسة تدعو للريبة وقد قال ربنا تبارك وتعالى: "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا"، وقد قابلنا رجلا ليبيا قال لنا بأنه يخدم الضريح وقد سألناه هل يعرف الشيخ الصلابي أو الشيخ سالم جابر فقال: أنا لا أحب من لا يحب الصالحين ثم طلب منا قائلا اقرأوا الفاتحة على روح الضريح أم أنتم وهابية أتباع محمد بن عبد الوهاب فأجبناه، بل نحن أتباع محمد بن عبد الله، فرفع الحضور أصواتهم بالصلاة والسلام على النبي عليه الصلاة والسلام وأيدونا على ما قلنا واستحضرت حينها أبياتا يقول قائلها الملا علي عمران من علماء الساحل الشرقي للخليج العربي: إن كان تابع أحمد متوهبا فأنا المقر بأنني وهابي ومن باب الفائدة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة"، أما الزيارة غير المشروعة والتي يعتقد صاحبها أن القبر ينفع أو يضر من دون الله فيسأل قضاء الحاجات وتكشف الكربات، فحكم هذا العمل أنه شرك مخرج من الملة أعاذنا لله وإياكم من ذلك. أو من يعتقد أن لهذا المكان فضلا من غير دليل شرعي فهذا من البدع التي نهى الشرع عنها. وأما حكم زيارة النساء للقبور فقد جاء النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "لعن الله زوارات القبور". وبعدها خرجنا إلى محل للمنسوجات بمدينة فاس.. ندع الحديث عنه للحلقة القادمة بإذن الله.