17 سبتمبر 2025

تسجيل

وما أوتيتم من العلم إلا قليلا

23 يوليو 2012

حين يولد الواحد منا، ويبدأ بالتعرف على من حوله، ثم يخرج إلى الشارع والمدرسة، فتتسع دائرة معرفته، وتزداد خبراته، وبالتالي فإنه يكون أشبه بمن دخل على قاعة كبيرة مظلمة، ومملوءة بالأشياء المبعثرة والصناديق المقفلة والآلات المعقدة.. إنه يجد نفسه خالي الذهن من أي معرفة سابقة حول كل ما يراه، كما قال سبحانه: "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً" (سورة النحل: 78). أنه يعلم أن لديه آلاف الأسئلة والاستفسارات التي لا يملك لها الأجوبة ولكن بالتدريج شيئاً فشيئاً يتعرف على الأشياء البسيطة ثم الأصعب، هكذا أبنائي الشباب نحاول اكتشاف أنفسنا واكتشاف الناس من حولنا، والتحديات التي تواجهنا، لكن سنخرج من هذه الدنيا ونحن نملك الكثير من الأمور، كما قال تعالى: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" (سورة الإسراء: 85). قال صاحبي ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى الشباب؟ قلت: إنه يعني الآتي: 1 – علينا أن نتواضع، وحبذا أن يكون هذا التواضع على قدر جهلنا. 2 – الأصل في الإنسان أن يكون جاهلاً إلا إذا تعلم. 3 – نحن على قدر ما نعرف وما نتقن ترتفع منزلتنا، وكلما زاد ما نعرفه وما نتقنه تحققت أهدافنا وأهداف أمتنا. 4 – ما دمنا لا نعرف كل شيء، ولم نحط بكل شيء، فإن علينا ألا نصدر أحكامنا على الأحداث إلا بعد دراستها دراسة مستفيضة وإلمام تام بالأحداث وما يحيط بها. 5 – هناك أمور عديدة سوف يكون إلمامنا بها سطحياً أو جزئياً، ومن هنا نحتاج إلى التعمق فيها، وهذا لا يتأتى إلا إذا كان لدينا العقل المفتوح والروح المتعطشة إلى المعرفة. 6 – إن الآية الكريمة التي ورد ذكرها في مقدمة المقالة وهي: "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم........ إلخ" تعد مدخلاً لدراسة علم نفس النمو الذي لا تستغني عنه أسرة كما لا يستغني عنه الشباب، وفي ما يلي عرض لمظاهر النمو المتعددة: أ – النمو الجسمي: ونعني به الزيادة في الوزن والطول ويشمل نمو الأعضاء والأجهزة الجسمية المختلفة، كالجهاز العظمى والرأس والأطراف والأسنان..... إلخ. ب – النمو العقلي: ونعنى به الذكاء العام: مثل التذكر، الإدراك، التخيل.. إلخ. ج – النمو الاجتماعي: يقصد به عملية التنشئة الأسرية والاجتماعية، وعلاقة الفرد بأفراد وجماعات المجتمع. د – النمو الانفعالي: تدرس فيه الانفعالات يمثل: الحب، الحزن، والخوف... إلخ. هـ - النمو اللغوي: يشتمل على دراسة عدد المفردات التي يمتلكها الفرد، وزيادتها عبر مراحل النمو المختلفة. و – النمو الحسي: ويشمل دراسة لنمو الحواس الخمس المختلفة، وكذلك الإحساسات بالألم والعطش والنعاس.