19 سبتمبر 2025
تسجيللم نكن ندرك ونحن صغار نقف طوابير في فناء المدرسة لتحية العلم ونهتف وراء الاستاذ محمود تحيا مصر، لم نكن ندرك يومها أننا نعني بـ تحيا مصر كل الأمل في قلوبنا الصغيرة بأن تكون مصر دائماً مصر (الأمان) التي نخطو على أرضها وهي الحرة، المستقلة، العزيزة، الكريمة، التي تحضن آمالنا الصغيرة، وأمنياتنا الوليدة في انتظار الغد الذي نكبر فيه لنكون لأمنا مصر خير الأبناء. مازالت في واجداننا تحيا مصر، ويعتصرنا الألم وقد كبرنا لنجدها تحيا موجوعة، متألمة، منزوعة الأمان، تهفو لاستقرار يحفظ توازن الأرض التي تهتز وتميد بفعل الذين ما انتموا يوماً لمصر! تحيا مصر، تعيدنا لمصر التي عاشت عمراً تناضل من أجل التحرير والكرامة والحرية وتعيدنا اليوم لثورة الثالث والعشرين من يوليو التي ضمت ثلاثة عشر ضابطا حملوا لقب الضباط الأحرار تمكنوا من السيطرة على أمور البلاد، وفرض التنازل عن العرش ومغادرة الملك فاروق للبلاد، جاءت الثورة الموفقة بعد عهد من الآلام دون أن تنتمي لحزب سياسي، أو لأي جماعة لتمحو كل أوجاع أبناء مصر، وكان للثورة أسبابها الضرورية فقد استفحل الظلم، وساءت الأحوال الاقتصادية، وضاعت العدالة الاجتماعية، وساء توزيع الملكية، وتجاهل الملك للأغلبية وعم البذخ القصر بينما الشعب يعاني، كانت ثورة يوليو ضرورة قصوى لعدل كل مقلوب وتحقيق العدالة في أبهى صورها، وكتب للثورة النجاح، وعرفنا اسم جمال عبدالناصر الزعيم الذي تمتع بكاريزما غير مسبوقة ليحبه شعبه بل وليتخطى حبه مصر المحروسة إلى العالم العربي بأسره، نجحت ثورة يوليو بانجازات رائعة فقد عملت على اسقاط الحكم الملكي وقيام الجمهورية ونجحت في توقيع اتفاقية الجلاء بعد سبعين عاماً من الإحتلال، وبناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين، ثم حققت للشعب الذي قاسى كثيرا مجانية التعليم، وأعادت الثورة توزيع الثروة الزراعية على الفلاحين لتصبح الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة التي طحنت بالفقر والبؤس والتهميش.. وتأميم قناة السويس ذلك القرار البطولي الذي عوقبت عليه مصر بالعدوان الثلاثي، وتألق عبدالناصر كزعيم عربي مساندا لكل حركات التحرر في العالم، محتضنا فكرة المد القومي العربي من أجل الوحدة الوطنية، عرف الشعب عبدالناصر الزعيم الخالد الذي اتبع المنهج الاشتراكي في الحكم فأمم المصانع والشركات الكبرى إنصافا لحقوق أبناء مصر، وكان انجاز السد العالي بالسواعد الفتية المصرية فحمى مصر من موجات الجفاف الكثيرة وكذا الفيضانات، عرفنا ثورة يوليو التي قضت على الاقطاع والاستعمار وسيطرة رأس المال، وبدأت في بناء حياة ديمقراطية سليمة وجيش وطني يذود عن الأمة، وكان لمصر بعد ثورتها المجيدة دور رائد في تأسيس جماعة دول عدم الانحياز، كما سعت إلى محاربة الاستعمار في إفريقيا وآسيا ولتتصدر مصر مكانها اللائق بأيادي أبنائها الذين انطلقوا للبناء لتحقق الثورة البيضاء الكثير من آمال وطموحات وتطلعات شعب مصر العظيم في ظل قائد ثائر مازال خالداً لليوم. وما اشبه الليلة بالبارحة، ذكرى ثورة يوليو بكل ما قامت من أجله جاءت لتتطابق مع نفس الأسباب التي قامت من أجلها ثورة الخامس والعشرين من يناير، نفس الآلام، نفس الأوجاع، نفس الفساد، نفس القهر، ونفس التعسف، وليس لنا اليوم إلا الرجاء في أمن حقيقي يعم مصر الطيبة، ومن القلب نقول بكل قوة القلب على الحب: تحيا مصر. *** * طبقات فوق الهمس: * كل ليل آخره نهار.. مهما طال الانتظار الأمل اللي في عيونا... مش بيعرف الانكسار في الوجود صوت بينادينا.. أيوه ما رد صاحي فينا رح يعيش لو وسط نار كان لازم ننتفض لازم نثور كان لازم ينكسر لو ألف سور كان لازم ينتصر جوانا نور * الطير المسافر بعيداً عن أوجاع الوطن، ودموع ناسه، وأحزان أهله يقول: رغم شواسع المسافات والبعد: بحبك يا مصر.