17 سبتمبر 2025

تسجيل

عسل يا وطن.. عرض  مسرحي  للاطفل مكتمل العناصر

23 يونيو 2018

تختتم فرقة قطر المسرحية عرضها المسرحي عسل ياوطن وذلك يوم 29 يوينو الحالي بعد ان استمر طوال ايام العيد السعيد على مسرح قطر الوطني وحققت المسرحية نجاحا كبيرا . عسل يا وطن.. مسرحية شعرية غنائية استعراضية.. لفلذات أكبادنا..  هذا العمل المسرحي المتميز جمع بين بساطة الفكرة وعمق الطرح والتناول. خاصة أننا الآن أحوج ما نكون إلى طرح مثل هذه المضامين في ظل الغياب الحقيقي لمسرح الطفل.. خاصة وأن العديد من الجهات عبر خريطة الوطن العربي قد قامت ولسنوات بتشويه الأعمال التي قدمت تحت مسمى مسرح الطفل. وكان يتم اختيار المناسبات والأعياد للاستحواذ على مدخرات فلذات أكبادنا، ولكن مع هذا فإن المسرح القطري- وبخاصة- قد قدم العديد من الأعمال المتميزة عبر مسيرة ممتدة لسنوات وسنوات من خلال إبداعات عدد من الأسماء مثل الفنان القدير عبد الرحمن المناعي والكاتبة وداد الكواري وغيرهما. في هذا العمل نحن إزاء فكرة تناسب الواقع المعاش عبر وطن محاصر، ومع هذا فإن هذا الحصار الجائر لم يوقف حركة النمو.. والتقدم والتطور بفضل القيادة الرشيدة.. والطرح الجميل أن بمقدور كائن من كان أن يساهم بجهده وعطائه، والعاجز من لا يعمل ولا يشمر عن ساعد الجد. ويقف مستسلماً مهزوماً، متخاذلاً. هنا وعبر أشعار كل من الشاعر والروائي والطيار عبد الرحيم الصديقي ورفيق دربه الإعلامي تيسيرعبد الله. بذهاب إلى عوالم النحل.. لماذا النحل؟ لأن مملكة النحل عالم يعتمد على العمل والعطاء. عبر قوانين وأنظمة. هذا العالم يتعرض إلى غزو من قبل الآخر.. ويكون الحل والانتصار عبر مجموعة تحدث الإعاقة، وحققت الانتصار.. وان العمل يجسد مقولة رائعة. ليس هناك عاجز.. أمام الإرادة..  أما بنية النص الشعري. فإنه من الصعوبة بمكان خلق دراما من خلال الشعر.. وبخاصة إذا كان هذا يخاطب فلذات أكبادنا.. قد يقول قائل.. إن المسرح بدأ بالشعر.. وان المسرح العربي قد سار على ذات النهج. سواء كان الأمر مرتبطاً باستحضار التاريخ العربي أو الإسلامي. ذلك أن الناتج في حقيقة الأمر يشكل نقلة نوعية في مسار المسرح العربي بدءاً بأمير الشعراء أحمد شوقي عبر مسرحيته الشعرية "علي بك الكبير" في سنة 1893.. تاريخ موغل في القدم وتعددت محاولات أمير الشعراء. خاصة وان المسرح الشعري قد وجدى صدى لدى العديد من مشاهير المطربين في تلك الحقبة. إذاً الشعر والموسيقى والغناء خلقت عوالم حقيقية منذ البدايات الأولى سواء كان المؤدي سلامة حجازي أو غيره من أشهر الأصوات في تلك الحقبة من عمر الزمن، ولذا فقد توالت لاحقاً هذه المحاولات عبر خريطة الوطن العربي. وان كانت ريادة مصر الأكثر حضوراً بفضل عدد لا يستهان من الشعراء مثل: عزيز أباظة، علي أحمد باكثير، عبد الرحمن الشرقاوي، صلاح عبد الصبور، نجيب سرور، وعشرات الأسماء. من هنا كان الدور الذي لعبه كل من الكاتبين عبد الرحيم الصديقي وتيسير عبد الله، وهذا ما حفز مبدعاً يؤكد حضوره وتميزه في كل عمل.. الفنان ناصر عبد الرضا. وليس الأمر قد اقتصر على جانب أحادي . كالإخراج والسينوغرافيا. بل كان الأمر الأكثر تميزاً عودته ووقوفه مرة أخرى فوق خشبة مسرح قطر الوطني. مساهماً مع الأجيال المتعاقبة في إرسال الرسالة الواضحة والصريحة.. إن نهاية الشر حتمية، وخلق عبر فريق العمل من المؤدين والفرقة الاستعراضية رؤية بصرية ممتعة لفلذات أكبادنا. السؤال الذي طرحه النص.. واستطاع كل من المؤلفين الإجابة عليه. هل هناك إعاقة لمن يملك الإرادة بالدليل القاطع قدم كلاهما الدليل.ليس هناك لمن يملك الإرادة. نعم. فعبر تاريخ الإنسان كان هناك من فقد نعمة البصر.. ولكن حضوره منذ أقدم العصور في ذاكرة كل شعوب الأرض. هناك الشاعر الإغريقي الضرير صاحب ملحمتي الإلياذة والأوديسة.. وهناك صاحب.. "اللزوميات" أبو العلاء المعري، وهناك بشار بن برد، وهناك طه حسين وسيد مكاوي وعمار الشريعي ومحمد الساعي، وفهد العسكر، وعبد الله فضالة، والموسيقار محمد المري، وهناك هيلين كلر.. مع أن المجال لا يتسع لطرح كل الأسماء حتى أن أعظم موسيقى في العالم قد تحدى كل شيء وقدم للعالم أجمل السيمفونيات أنه "بتهوفن". إذاً.. هذا العمل يحمل بذرة التفاؤل بجانب العديد من المضامين الإنسانية الأخرى. ليس فقط تحدي الإعاقة ولا الدفاع فقط عن الوطن، ولكن كما نقول "ولكل واحد منا دور" نعم على كل فرد منا دوره.. والعمل من أجل الوطن.. وان الدفاع عن الوطن ليس حكراً على الأسوياء فقط، ولكن لكل من يملك الإرادة والعزيمة من هنا فقد ألغى النص فكرة الانزواء، والبكاء على واقع الحال "عسل يا وطن" عرض لابد وان يستمر.. خاصة في ظل هذا التلاحم بين ما يتم تجسيده فوق خشبة المسرح وفلذات أكبادنا.. ونظراً لما تحمله من معاني نحن في مسيس الحاجة لها في الواقع المعاش أولاً، ولأن العرض يتميز بجمالية العرض.. عبر السينوغرافيا. والأداء الاستعراضي عبر فرقة "جلنار" كما ان الملحن الموهوب قد ساهم عبر اللوحات الغنائية في خلق جو مغلف بالبهجة، وما يميز طلال الصديقي القدرة والوعي على معرفة متطلبات الدراما. فالموسيقى والألحان ليست مقحمة على النص، ولكنه شكل مواز لروح النص.. في مسرح الطفل ليس هناك حل وسط.. لأن الناقد الأبرز هم فلذات أكبادنا. فإنما المعايشة مع ما يتم عرضه فوق الخشبة وأما خلق صراع آخر في القاعة. ومن هنا فإن تكاملية عناصر العرض المسرحي هنا. كتب شهادة نجاح العرض. أكرر الرجاء.. بأن يستمر هذا العرض في ظل الأجازات والعطل.. وأتمنى من الفنان حمد عبد الرضا أن يضع هذا الأمر نصب عينيه.. شكراً فريق العمل.. فقديماً قيل: "من فرح ياهل.. فرح نبي!!".