20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ما لاحظه المراقبون خلال الأشهر القليلة الماضية من جفاء بين السلطة الفلسطينية ورئيسها، وبين القصر الملكي الأردني، تبدد بالزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عمّان الأسبوع المنصرم ولقائه الملك عبد الله الثاني، وحرص الديوان الملكي على إظهار صور حميمة تجمع الملك الأردني وعباس على مائدة الإفطار وأخرى بوجود ولي العهد الأمير الشاب حسين في جلسة بدت أنها عائلية، ولتؤكد ما هو مؤكد من علاقات مميزة بين الشعب على ضفتي نهر الأردن. لم يكن سرا أن الأردن والقيادة الفلسطينية كانا في حالة من العتب المتبادل، ولكل مبرراته وأسبابه وفق الظروف التي أحاطت مرحلة العتب وأدّت إليها، ومن مظاهرها كانت القطيعة بين قيادة البلدين، وبدت جلية في انقطاع الزيارات الرسمية للرئيس عباس لعمان، وغياب الاجتماعات على مستوى القمة، لمدة زادت عن شهرين ونيف.تطايرت الأنباء والمعلومات في كل من رام الله المحتلة وعمان التي تناولت أسباب العتب وما أدّى اليه، وزاد المتصّيدون في الماء العكر من الجانبين هذه المسألة، فوصفوها بالخلاف والاختلاف، وغير ذلك من النعوت والأوصاف، ولولا حكمة القيادتين لاتجهت الأمور إلى الأسوأ. في تلك الفترة العصيبة التي كانت تخيم على العلاقات بين الجانبين، تردد أن القصر الملكي كان عاتبا من الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية، لتجاهلهما التنسيق مع الأردن في المحافل الدولية، إلى جانب غضب عمان من سلطة رام الله لما آلت إليه المبادرة الأردنية لنصب كاميرات في ساحة الحرم القدسي الشريف، واتهامها بالمساهمة في منع نصبها، فيما سجلت القيادة الفلسطينية على الأردن عتبها بخصوص كاميرات الأقصى وانفراده بالاتفاق مع حكومة إسرائيل دون التشاور المسبق من السلطة الفلسطينية.هذه المرّة تتحوّل زيارة الرئيس الفلسطيني إلى عمان وحلوله ضيفا على مائدة الإفطار الرمضانية في القصر الملكي بحضور ولي العهد وقادة كبار من الأجهزة الأمنية ووزراء حكوميين، لحدث يلفت الاهتمام، وجدير بالمتابعة من وسائل الإعلام في عمان ورام الله المحتلة، لإعطاء انطباع مدروس بأن الدفء قد عاد ليسري من جديد في العروق، كما يقول المثل الشعبي.ويرى العديد من المحللين أن زيارة الرئيس عباس الأخيرة لعمّان، تدحض المزاعم التي راجت مؤخرا عن دعم أردني خفي لمحمد دحلان كي يكون بديلا لمحمود عباس برئاسة السلطة في رام الله، وهي الزيارة التي أشعرت الأخير بأن الأردن قد يعود إلى التدخل بخيارات الفلسطينيين، كما تدحض إشاعة الكونفيدرالية التي راجت في المجالس السياسية في العاصمة الأردنية وانتقل صداها وتداعياتها إلى الأوساط السياسية الفلسطينية، بزعم البعض أن الأردن يحبك خيوطها من وراء ظهر القيادة الفلسطينية.كما تؤشر إلى أن الأردن والقيادة الفلسطينية قررا طي صفحة الجفاء والعتب بينهما، في مرحلة تعاني فيها القضية الفلسطينية من انشغال عربي بقضايا وهموم محدثة، وإهمال دولي، وتجاهل لمعاناة الشعب الفلسطيني وسياسات إسرائيل المتوحشة بحقه.لكن السؤال الذي يبقى عالقا: هل فعلا انتهت حالة التباعد والجفاء بين عمان ورام الله المحتلة، وانتزعت من العقول إشاعة دحلان ومخططات البحث عن بديل لعباس هنا وهناك؟ وما مصير الكونفيدرالية التي راج أن الأردن يعمل على إحياء فكرتها مجددا؟ المتابعون لملف العلاقات الفلسطينية-الأردنية ويبدون اهتماما بها يأملون بعودة المياه إلى مجاريها، واستعادة زخم التنسيق كما كان في السابق، فالشعب التوأم على جانبي النهر الخالد لن يتمكنا من السير على دروب الحياة بعيدا عن بعضهما، فما يربطهما ببعضهما قلّ نظيره، وأقوى من أن يفرقهما عابث أو متطفل أومارق... وإلى الخميس المقبل.