30 أكتوبر 2025
تسجيليعد فضيلة الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية في قطر سابقا من أبرز الدعاة والقضاة في قطر ومنطقة الخليج، وحين نكتب عن سيرته الذاتية فنستطيع القول بأنه جاء إلى قطر من أجل نشر العلم في بداية الأمر حيث تعلم على يد الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع سنة 1355 هــ عندما كان في السادسة والعشرين من عمره – كما تقول المصادر - وعاد ثانية إلى قطر حيث علم الناس كما أصبح مؤسس القضاء الشرعي في قطر، وقد ألف خلال حياته الكثير من الرسائل العلمية والمؤلفات الثرية وله كذلك بعض المقالات التي نشرت في الصحف القطرية. أما نسبه كما تذكر المصادر: فهو الشيخ عبدالله بن زيد بن عبدالله بن محمد بن راشد بن إبراهيم بن محمود بن منصور بن علي بن حامد الشريف . وآل محمود وآل حامد أمراء سيح الأفلاج من ذرية الإمام حامد بن ياسين الشريف أمير الوادي، ويتصل نسبهم بالحسن بن علي بن أبي طالب . وكانت ولادته في « حوطة بني تميم « في جنوب نجد سنة 1327 للهجرة ونشأ بها بين والديه، وكان والده تاجراً توفي والشيخ صغير لم يبلغ سن الرشد فتحملت والدته تربيته وكانت امرأة صالحة تكثر الدعاء له حيث تمنت أن تراه عالماً كبيراً . وقد تلقى الشيخ ابن محمود دروسه الأولى كعادة الناس في عصره على عدد من المشايخ من أمثال: الشيخ عبدالملك بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبدالعزيز بن محمد الشثري (أبو حبيب) . وعندما انتقل الشيخ أبو حبيب قاضياً في منطقة الرين انتقل معه لملازمته والدراسة عنده حتى سن الرابعة عشرة . وحفظ القرآن الكريم في صغره وكان شغوفاً بطلب العلم . وقد ساعده على ذلك نباهته وقدرته على الحفظ، وقدمه شيوخه للصلاة بالناس في التراويح ولم يتجاوز الخامسة عشرة، مما يدل على اعترافهم بتفوقه وجدارته . وقد تفرغ لطلب العلم فدرس وحفظ الكثير من الكتب والمتون، كمتن الزاد ومختصر نظم ابن عبد القوي، وبلوغ المرام، وألفية الحديث للسيوطي، ونظم المفردات، وألفية ابن مالك، وقطر الندى وبل الصدى في النحو، وحفظ الكثير من الأحاديث النبوية عن ظهر قلب، كما حفظ من كلام العرب وأشعارهم . وأصبح الشيخ محباً للعلم شغوفاً به، وقد افتتح الشيخ محمد بن مانع مدرسته التي استقطبت طلاب العلم من قطر وخارجها، وكان عم ابن محمود « سعد بن إبراهيم آل محمود « مقيماً في قطر قبلها بسنين طويلة مما وفر له المقر حتى تمكن من الاستقلال بنفسه . وبدأ دراسته التي استمرت حوالي أربع سنين وحتى انتقال الشيخ محمد بن مانع إلى مكة . وفي منتصف ذي القعدة من عام 1359هـ قدم الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني حاكم قطر إلى مكة قاصداً الحج وبصحبته ابنه الشيخ حمد بن عبدالله وعدد من كبار أفراد الأسرة الحاكمة والأعيان . وبعد أداء فريضة الحج طلب من الملك عبدالعزيز آل سعود أن يبعث معهم برجل يصلح للقضاء حيث كانت قطر في ذلك الوقت دون قاض بعد أن غادرها الشيخ محمد بن مانع الذي طلبه الملك عبدالعزيز من الشيخ عبدالله بن قاسم ليتولى الإشراف على التعليم في المملكة الوليدة، وقد وقع اختيارهم على الشيخ عبدالله بن زيد بإيعاز من الشيخ محمد بن مانع الذي رشحه لما رآه منه من سعة العلم والاطلاع . وقد صدر الأمر إليه بالتوجه معهما في نفس السنة حيث تقلد أمانة القضاء في 15 من ذي الحجة عام 1359هـ (1940م) . وكانت الفترة التي تولى فيها الشيخ القضاء هي في بداية تكوين الدولة وكانت أجهزة الحكومة بسيطة وقليلة وإمكانياتها محدودة وقد مر عليها ظرف اقتصادي صعب مع انهيار اللؤلؤ الطبيعي .وتولى الشيخ ابن محمود القضاء مع نشوب الحرب العالمية الثانية التي استمرت ست سنوات، وقد اشتهر في قضائه بتحري العدل والنزاهة وكان لا يفرق في قضائه بين كبير وصغير فالجميع أمام الحق سواء، وهو يعد مؤسس القضاء الشرعي في قطر حيث وضع نظام تسجيل الأحكام والقضايا لحفظها ولم يكن القضاة قبله يسجلون أحكامهم في سجلات أو يكتبون الأحكام في صكوك، وإنما يكتفون بكتابة ورقة مختصرة في يد صاحب الحق تثبت حقه ولا يوجد ما يقابلها لدى القاضي . وقد سماه الناس « أبو المساكين « و» أبو اليتامى « لما يرون له من أياد بيضاء في مساعدتهم، فقد قام بتأسيس دائرة الأوقاف والتركات عام 1380هـ (1960م) بجانب اهتمامه ببناء المساجد والحرص على تنمية الأوقاف .فهارس ومراجع كتاب جواهر الشعر - جواهر الشعر الجزء الثاني - جواهر الشعر الجزء الأول - لا مهدي يُنتظر بعد الرسول محمد خير البشر - المسكرات والخمور وما يترتب عليها من الأضرار والشرور . وله الكثير من المقالات منها : بطلان نكاح المتعة - إباحة ذبائح أهل الكتاب - صلاة التراويح وفضل قراءة القرآن في رمضان - من أحكام الأضحية - حدود حرية الرأي - الأضحية الشرعية وغير الشرعية - من الأحكام - غربة الإسلام - إخلاص الدعاء لله وصرفه لغيره شرك - الحج شعائر .. وذخائر .وقد انتقل الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود إلى رحمته تعالى ضحى يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر رمضان الكريم سنة 1417هـ، الموافق 6/2/1997 م . كلمة أخيرة رحم الله الشيخ « ابن محمود « الذي أثرى إذاعة قطر بتسجيلات نادرة منذ تأسيسها سنة 1968 م وحتى وفاته من خلال دروسه الأسبوعية وحديث الجمعة الذي كان يستمع له كل أهل قطر عبر الإذاعة في تلك الفترة وحتى أواخر أيام حياته، وهي بلا شك تعد ثروة فكرية لا تعوض بثمن .