14 سبتمبر 2025

تسجيل

مراحل تطور الوقف

23 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن تشريع الوقف يدل دلالة لا مراء فيها على أن صلة العقيدة أقوى وأمتن من كل صلات الجنس واللغة والموطن، وأن تلك الصلة مناط الحضارة الإسلامية التي كان لها الفضل الأكبر في توجيه الحضارة الإنسانية نحو التطوير والتجديد.ولو نظرنا إلى نشأة وتاريخ الوقف لوجدنا أنه مر على مراحل كثيرة نذكر هذه المراحل بتفصيل غير ممل وبتقصير غير مخل بالمعنى والمفهوم ليتضح لنا مدى عظمة وجود الخير وأهميته التي إن وجدت في قلوب الناس لتحول العالم كله إلى بقعة للخير.يلاحظ الدارس لتاريخ الأمم والشعوب في الماضي والحاضر أنها، على اختلاف أديانها ومعتقداتها، عرفت أنواعاً من التصرفات المالية التي لا تخرج في مدلولها عن جوهر معنى الوقف عند المسلمين، لكن العرب قبل الإسلام لم يعرفوا الوقف في أي شكل من أشكاله، ويروى عن الإمام الشـافعي أنه قال: لم يحبس أهـل الجاهـلية فيما علمته داراً ولا أرضاً.. وإنما حبس أهل الإسلام كما كتب ابن حزم: "إن العرب لم تعرف في جاهليتها الحبس.. إنما هو اسم شرعي وشرع إسلامي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم". وقد دعا القرآن الكريم، في كثير من آياته، وكذا السنة النبوية إلى البذل والعطاء والمسارعة إلى الإنفاق في السراء والضراء كما تحدث الكتاب العزيز وثبت بالرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، عن المال، أنه في الأصل مال الله، وأن النفس البشرية فطرت على حبه حباً جماً، وأن المسلم لن ينال الخير في عاجلته وآجلته إلا بالإنفاق مما يحب، قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) (آل عمران:92)لقد كان للتوجيه الرباني، في العديد من الآيات القرآنية، إلى أداء الصدقة والإحسان بكل وجوهه، أثر واضح في سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي أصّلت نظام الوقف تأصيلاً شرعياً.