12 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ بداية شهر شعبان من عام 585 هجرية، والمسلمون في عكا يساندهم جيش صلاح الدين الأيوبي يقاتلون جميعاً حشود الإفرنج الصليبين الذين يحاصرون مدينتهم، قال الأبطال لا يألون جهداً ولا يملكون دمّا أو مالا إلا جادوا به وبذلوه.وامتد حصار الإفرنج واشتد ساعدهم بالإمدادات الجمة التي كانت تصلهم من معظم دول أوروبا، وتوالت النكبات على المسلمين المحاصرين في عكا، فلم تعد المؤن تستطيع الوصول، وقد فني معظم جيشهم، وحل السأم والقنوط في النفوس، فبلبلت به روح المسلمين الحلقوم.ووسط هذا الجو من المصائب وبين هذه العواصف الهوجاء قرر زعماء المسلمين الاجتماع بأبناء الشعب كي يروا أثر هذه المصائب على نفوسهم، وماذا يريدون وما مطالبهم؟!!ووقف أحد الزعماء يخطب في الجموع المحتشدة يقول: أيها المسلمون: أنتم ولا شك تعلمون ما نحن فيه، وإنه يعلم الله امتحان صعب علينا حله، فإننا وإياكم لا ندري ما يأتي به الغد، وإن غداً لناظره قريب، وإنكم أمام طريقين: طريق جهنم وطريق العار والخزي في الدنيا والآخرة، وطريق الجنة وهو طريق الشرف والعزة والكفاح، فإما أن تقفوا موقف الأبطال البواسل فتفوزوا بإحدى الحسنيين – النصر أو الشهادة!!وهاج الناس وماجوا، وعلت صيحاتهم مطالبة باستمرار القتال، ودوى الميدان بالتهليل والتكبير.وفي خضم هذا الضجيج انطلق صوت من بين الجموع قائلاً: أيها القائد العظيم، لقد اخترنا جميعاً طريق الجنة، وسترى منا العجب العجائب، فوالله الذي لا إله إلا هو، لئن أمرتنا أن نخوض هذا البحر ما أخلفنا أمرك قط.وصاح به القائد؛ من أنت أيها الجندي اللبيب؟!!أنا عيسى الغواص يا سيدي القائد.احضر إليّ يا عيسى بعد انتهاء الاجتماع.سمعاً وطاعة يا سيدي القائد.