16 سبتمبر 2025

تسجيل

عاصفة الحزم "القومي العربي"

23 يونيو 2015

لعل من أهم النتائج الطيبة والمهمة والمفيدة للأمة العربية التي برزت من عاصفة الحزم، أن هذه الأمة أدركت أهمية "الأمن القومي العربي" وأهمية فكرة "القومية العربية" و"الوحدة العربية" و"الأمة العربية الواحدة" بعد أن غابت هذه "المقومات" الأساسية لهذه الأمة مدة طويلة من الزمن وبالتحديد منذ رحيل قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر.بل إن هذه "المقومات" و"الثوابت" الأساسية للأمة العربية عندما آمن بها وحاول القائد عبدالناصر ترجمتها على أرض الواقع العربي وحمل هذا الحلم "القومي العربي" هبت عليه "عاصفة الرفض" و"عاصفة التآمر" و"عاصفة العدوان" من كل الجهات الأجنبية ومع شدة الأسف "العربية" أيضاً.فالغرب الاستعماري شن عليه عدوان 1956 هذا العدوان الثلاثي الإسرائيلي، البريطاني، الفرنسي، استهدف إجهاض "الحلم العربي" و"النهوض القومي العربي" و"الأمن القومي العربي" وفكرة "القومية العربية" التي حمل لواءها عبدالناصر.وبعد أن خرج عبدالناصر ومعه الشعب العربي المصري والشعب العربي منتصراً على هذا العدوان الثلاثي بدأت "عواصف التآمر" من الغرب ومن بعض الأنظمة العربية الرسمية لإجهاض "الحلم العربي" وفكرة "القومية العربية" التي يعمل لتحقيقها هذا القائد العربي وانتصرت هذه القوى عندما استطاعت إفشال أول تجربة وحدوية عربية بانفصال الوحدة التي قامت عام 1958 بين الإقليمين المصري والسوري.لكن هذا الحلم ورغم هذا العدوان ورغم كل هذه المؤامرات استمر في الصمود والصعود واستطاع إسقاط حلف بغداد الذي وضع لإجهاضه والقضاء عليه مخطط بريطاني يسانده نظام نوري السعيد بالعراق، وكذلك الأردن بتلك الفترة وقامت ثورة 1958 التي قادها الرئيس العراقي الراحل عبدالسلام عارف بدعم ومساندة من القاهرة وقائد الأمة عبدالناصر، وانتصرت "القومية العربية" ونهض الفكر "القومي العربي" عندما دعم القائد عبدالناصر ثورة التحرير الجزائرية من الاستعمار الفرنسي وانتصرت ثورة اليمن على "الامامة" التي كانت تحكم اليمن لخدمة المستعمر البريطاني.واستمر هذا الفكر "القومي العربي" يكبر ويصمد أمام كل هذه التحديات الجسيمة وبرزت المقاومة الفلسطينية حقيقة على أرض الواقع بتخطيط ودعم من القاهرة ومن القائد عبدالناصر.هذه الانتصارات "للقومية العربية" أزعجت بل "أخافت" العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية والغرب عموماً.وجاء العدوان الصهيوني عام 1967 وحدثت النكسة واعتقد أعداء "القومية العربية" أنها الضربة القاتلة لهذا الفكر "القومي العربي".. ورغم أنها كانت "هزيمة" عسكرية إلا أنها تحولت إلى "نصر سياسي" لفكرة "القومية العربية" ولقائدها عبدالناصر.. عندما رفض الشعب العربي من المحيط إلى الخليج "استقالة" عبدالناصر بعد أن تحمل المسؤولية وخرج هذا الشعب بالملايين ليس في مصر فقط وإنما في كافة أنحاء الوطن العربي يطالب القائد "بالقيادة والريادة" وهذا هو قدر مصر العظيمة وعدل القائد عن استقالته وتحمل المسؤولية من جديد.. ودعا إلى مؤتمر قمة عربي طارئ بالخرطوم.. وجاء الانتصار السياسي على الهزيمة العسكرية بلاءات الخرطوم الثلاث.. لا صلح.. لا تفاوض.. لا اعتراف مع العدو الصهيوني.وانتصرت "القومية العربية" من جديد رغم الهزيمة العسكرية.الآن ونحن نساند ونعاضد "عاصفة الحزم" لتصحيح مسار الأمة العربية وإزالة الشوائب العالقة بها وتخليصها من الأخطار الأجنبية ومن مخططات غير العرب.. نجد أنفسنا أحوج ما نكون إلى العودة إلى "ثوابت" و"مقومات القومية العربية" في عاصفة الحزم "القومي العربي".