15 سبتمبر 2025
تسجيلرجعنا من المكتبة إلى البيت للغداء ومنه إلى المسجد النبوي لحضوردرس شيخنا المبارك إمام حرم رسول الله وقاضي مدينته الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ حيث كنا قد انضممنا إلى حلقة درسه المباركة وأكرمنا الشيخ بأن قدمنا لقراءة الدرس إذ جرت عادة الدروس عند أهل العلم بأرض الحرمين ونجد وغيرهما بأن تستفتح حلقة العلم بقراءة نص الدرس من الكتاب ـ المتن ـ بتلحين جميل يقوم بعده الشيخ بشرح النص وما استعجم من ألفاظه ومسائله ، وبعد ذلك يجيب الشيخ على أسئلة طلبة العلم والحضور من العامة والزوار وقد يكون من بين الحضور بعض أهل العلم.و من عادة الشيخ حسين أن يختبر طلبته بين الفينة والأخرى لشحن الهمم وتنشيط الأذهان ولمعرفة مستوى تحصيلهم العلمي ونقاط النقص ليكملها لهم.ومن باب زيادة إكرام الشيخ لنا سألنا الشيخ بعد الدرس عن المكان الذي أوقفنا فيه سيارتنا ولما أخبرناه بأنها في المواقف طلب إحضارها إلى مواقف أئمة الحرم وقال أوقفوا سيارتكم هنا دائما.وأثناء مرافقتنا الشيخ بعد الدرس في السيارة طلبت منه أن نقرأ عليه متنا من مختصرات الفقه فوافق ـ حفظه الله ـ وأثنى على الزاد للحجاوي وعندها سألته عن الفرق بين الزاد والدليل حيث إننا في قطر نعتمد على دليل الطالب للشيخ مرعي بن يوسف الكرمي بينما أهل ـ العارض ـ عمدتهم كتاب زاد المستقنع ، وأجاب الشيخ بأن الزاد أمتن ومسائله أكثر ، واتفقنا على أن يكون الدرس يوميا بعد صلاة العشاء ببيت الشيخ بالفيصلية أو في مزرعته بالمندسة.وكان لدرس الشيخ عظيم الفائدة خاصة وأننا كنا في الدرس ثلاثة مع الشيخ ورابعنا الشيخ عبد العزيز بن صالح الطويان عميد أصول الدين بالجامعة والذي تربطه بالشيخ علاقة وطيدة وصداقة متينة.وللشيخ حسين سمت وأدب العلماء فقد كان قليل الكلام منشغلا بالذكر وقراءة ورده من القرآن وهي عادته ونحن في طريقنا معه إلى مزرعته التي تبعد نصف الساعة من الحرم الشريف ، أما الشيخ ابن طويان فعادته سرد الفوائد الشرعية والتاريخية وعلم الفلك خلال الطريق، وما أن تقترب من منطقة المندسة حتى تلوح للزائر رؤوس النخيل الكثيرة والتي تقدر بالمئات .... وسأتناول الحديث عنها في الحلقة القادمة ـ إن شاء الله.