18 سبتمبر 2025

تسجيل

"ثنائية" الطبع والتطبّع في رمضان (1)

23 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قبل دخول شهر رمضان بأيام، ترى العجب في أسواقنا العربية والإسلامية، وكأن موجة طاغية من الجوع والقحط قادمة، أو كأن الحرب العالمية، أو بين العرب وإسرائيل باتت قريبة، فالكل يهرع إلى الأسواق والمجمّعات التجارية، ويتسابق ويدافع من أجل الحصول على ما يمكن حمله، وإن غلا سعره، وما ينفع وما لا ينفع من المواد الغذائية بمختلف أصنافها والعصائر، بحيث تفرغ رفوف المخازن والأسواق، كل هذا لأن شهر رمضان الفضيل يدقّ علينا أبواب بيوتنا لندخل في الطاعة ونجدد العلاقة التعبدية مع خالق البرية.هذا حالنا كمسلمين مهما تنوعت مكوناتنا العرقية، وتعددت مواطن عيشنا في القارات الخمس.رغم كل محاولات التحذير والوعظ والنصائح التي عادة ما تسبق حلول الشهر الفضيل عبر الخطب الدينية في أيام الجمع في المساجد، وما يبثّ عبر الإذاعات وبعض الفضائيات والأرضيات التلفزيونية ووسائل الإعلام، عن الإقلاع عن هذه العادات التي لا يقرّها العقل والدين، لكن الغالبية من المسلمين وكأن في آذانهم وقرا، وعلى عيونهم غشاوة ، لأن الطبع باختصار يغلب التطبع .... الاّ من رحم ربي. تصاب بالهلع والفزع وأنت تنظر الى المتسوّقين أمام كاونترات المحاسبة "الكاشيير" في الأسواق والمجمعات التجارية بلا استثناء، وكلّ منهم يدفع أمامه عربتين، وبعضهم يقوم السائق، أو الخادمة يجرّ عربة أخرى أمامه وجميعها مكدّسة بالسلع والمواد الغذائية. الحقيقة أن ما هو معروض من السلع والغذاء يفيض عن حاجة المستهلك، وليس هناك سبب واحد منطقي يبرر هذه العادة "الطبع"، اللّهم إلاّ إذا كانت قد تحولت إلى طقوس، مع أنها تتعارض مع معاني وأهداف شهر الصيام، فليس هذا الشهر لملء البطون لتبقى القلوب خاوية من الإيمان ومتطلباته في هذا الشهر الكريم.واللافت أيضا أنه مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتسابق القنوات الفضائية في الإعلان عن جديد المسلسلات والبرامج، والتي هي في غالبها تافهة المحتوى بلا معنى وبلا هدف، سوى سرقة وقت المشاهد وإشغاله عن العبادة الحقّة.ما نلاحظه على سلوكيات المسلمين في شهر رمضان، ليس الكل بالطبع، ينسحب على منتجي المسلسلات التلفزيونية والمخرجين والممثلين الذين غلب على سلوكهم وعقولهم الطبع والتطبع معا، وباتوا يعتبرون الشهر الفضيل هو ساحتهم للمنافسة في إغواء الصائمين، وإبعادهم عن تجديد علاقة المخلوق بالخالق، ولسان حالهم يقول "وفي هذا يتنافس المتنافسون"، وهم هنا إخوان الشياطين بلا منازع.لا يحلو لكتَّاب الدراما العربية ومنتجيها ومخرجيها وممثليها واستتباعا عرضها على الفضائيات والأرضيات، من التعري وخلع أخلاقهم ودينهم أمام الصائمين إلاّ في شهر رمضان، أما لماذا، فعندما تسأل لا يأتيك الجواب!. رمضان حامل الركن الثالث من أركان ديننا الحنيف، شهر مغفرة وعمل وطاعات وعلاقات اجتماعية ورحمة وتواصل، ويجب أن يكون الاستعداد له بالوعي ومراجعة النفس، وليس بالمسخرة والمسلسلات الهابطة، وإعلانات وعروض الأطعمة والمشروبات والجلوس ببلادة وكسل ساعات طوال أمام شاشات التلفاز، وإلى الثلاثاء المقبل.