19 سبتمبر 2025
تسجيلأبيي شمالية ويجب علينا حمايتها بالمهج والأرواح لقد تحدثنا عن غدر الحركة الشعبية بل وكل الحركات التي تسمي نفسها بالشعبية بالشركاء ونقضها للاتفاقيات، واستنادها على الأجندة الخارجية التي تستهدف وحدة بلادنا وأمنها واستقرارها، وكانت هذه الحقيقة ماثلة أمامنا منذ سنوات بعيدة تصل إلى ما قبل اتفاقية الميرغني قرنق عام 1989 بأديس أبابا، وذلك من خلال اللقاءات التي كانت تتم بين قادة الحركة وقادة قبائل اليسار الذي لا يتمتع بأي قدر من القبول الشعبي من خلال مجمل الأصوات التي ظلوا ينالونها في الانتخابات العامة منذ حصول بلادنا على الاستقلال والحركة الشعبية استطاعت وبمساعدة القوى الصهيونية والاستعمارية المعادية للإسلام والسودان أن تطوع بنود اتفاقات نيفاشا لمصلحتها وأن تتخذ مواقف إستراتيجية وأن تلعب أدوارا مختلفة بأصواتها المتعددة إلى أن بلغت غاياتها بتزوير الانتخابات العامة لمصلحتها وتفوز بالحكم انفراداً بجنوب السودان رغم وجود أحزاب وتنظيمات ذات أوزان معتبرة.. وتمكنت بعد ذلك من تزييف إرادة جماهير الجنوب والأحزاب الجنوبية عبر استفتاء شهد بتزويره الأعداء قبل الأصدقاء، ثم تلاعبت بعد ذلك في انتخابات جنوب النيل الأزرق ويعلم ذلك الصغير والكبير في السودان ولا نريد أن نتحدث الآن عن العملية الانقلابية التي حدثت بعد تهديدات مرشح الحركة الشعبية لمنصب الوالي في النيل الأزرق والتسوية التي تمت، ثم جاء دور الانتخابات التكميلية في جنوب كردفان واستمعنا إلى تصريحات المرشح لمنصب الوالي من قبل الحركة الشعبية بأنهم سوف يثيرون الفوضى إذا لم يفوزوا بالانتخابات مترسمين بذلك ذات الخطى وما حدث من تراخ حكومي إزاء ذلك.. ولكن لم تحدث التسوية هذه المرة بذات الطريقة.. وإنما كانت تصريحات مرشح المؤتمر الوطني أحمد هرون والي الولاية تتمتع بقدر من الدبلوماسية ومحاولات تمرير تلك التصريحات لعلها لن تجد طريقاً إلى النفاذ!!. ولكن وقعت الكارثة بالهجوم على مدينة كادوقلي وتعني (البيت الكبير) وفجع المواطنون بالحملة الانتقامية التي قامت بها عناصر الحركة الشعبية ثم جرت المعالجات بعد ذلك.. وأود أن أقول بعد كل هذا السرد لوقائع عايشناها جميعاً لنؤكد ما هو مؤكد وثابت بأن الحركة هذه إنما تقوم بأداء دور مرسوم لها بزعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد، فهي وبعد قيام دولة الجنوب تسعى لاستفزاز دولة الشمال والاعتداء على ثوابتها التي لا ترغب فيها إسرائيل ومن خلفها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وعامة القوى الصهيونية والصليبية، وهي ومعها حركات دارفور لن تتوقف عن الاستمرار في هذه اللعبة.. فإذا كنا ننظر إلى الغرب والمجتمع الدولي وحتى الأصدقاء لكي يفعلوا شيئاً إزاء هذا المخطط والاستهداف بعد كل هذا ولكن وضح جلياً أن الأصدقاء أنفسهم لهم أجندتهم الخاصة وينظرون إلى مصالحهم في المقام الأول ولن يضحوا بمصالحهم لأجلنا تحت أي ظرف من الظروف ويكفي في ذلك القرارات الظالمة التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي في حق السودان والرئيس في قضية التمرد بدارفور. إذا مهما تجاوزنا عن تجاوزات الحركة أو الحركات في حق الشعب السوداني فإن ذلك لن يجد التقدير والاعتبار لدى ما يسمى بالمجتمع الدولي، وبناء على ذلك علينا أن نغير سياساتنا وأن نعامل الحركة الشعبية بالمثل خاصة أن تصريحات المستشارين الأمريكيين والصهاينة واضحة في التحريض على ضرب السودان وإيذائه لصالح القوى العميلة للغرب ولأجندة الغرب والصهيونية، فالسن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم.. فلا ينبغي أن نحرص على القانون الدولي بأكثر من الغربيين أنفسهم.. علينا بأرضنا وحدودنا.. ونستطيع أن نعيش بإذن الله بمواردنا الطبيعية وتطوير قدراتنا ولنا أمثلة ونماذج في ذلك عندما تمت محاصرتنا بالغذاء والبترول.. استطعنا أن نتجاوز كل ذلك بإرادتنا الحرة واستنهاض قدرات أبناء السودان الذين أبلوا بلاء حسناً في تجاوز آثار الحصار الاقتصادي والسياسي الأمريكي والغربي.. ينبغي ألا نخشى إلا الله خالقنا وموجدنا على سطح هذه الأرض.. ولندع أمريكا تضرب مصانعنا وتفجر منشآتنا وتقتل أفرادنا.. فلن نموت إلا كما أراد الله لنا أن نموت.. ولن نموت قبل يومنا المكتوب فنحن مؤمنون قانتون ولا يصح إلا الصحيح. إن ما قامت به القوات المسلحة، رمز السيادة لمواطنيها هو القرار الصواب.. وأن أبيي شمالية ويجب علينا حمايتها بالمهج والأرواح.. وأن جنوب كردفان حدودها معلومة لسنا بحاجة إلى ثورة شعبية أو حتى وجود عناصر مسلحة تابعة للحركة الشعبية وكما أننا لا نعتدي على أراضي الجنوب حسب حدود 1956م فيجب على الحركة وقف الاعتداءات على أراضي الشمال... وإن كان بالشمال سواء في أبيي أو حلفا أو أي مكان آخر جنوبيون فينبغي أن يرحلوا إلى الجنوب الدولة المستقلة لا أن ينقلوا معهم حلفاً لتكون تابعة لدولة جنوب السودان.. أما القوى الخائنة التي تعمل خفاء وعلانية مع أعداء السودان فينبغي أن يصدر في حقهم تشريع الخيانة العظمى والحرب ضد الدولة مع قوى أجنبية وتتم معاقبتهم بموجب ذلك دون أن ندخل في تفاصيل من هؤلاء الخونة ومنهم هؤلاء العملاء!؟ وحتى إذا اتفقنا أو توافقنا مع ممثلي الحركة الشعبية في أديس أبابا حول مرحلة انتقالية لأبيي فإن ذلك لن يغير في خارطة السودان شيئاً ولا بد لنا أن ندرك أنهم سوف يخرقون هذا الاتفاق وسيحاولون المستحيل لكي يثيروا القلاقل والمشكلات ولن ننتظر حينها للمجتمع الدولي المنحاز أن يتدخل.. سوف نحلها نحن بالطريقة التي نعرفها.