11 سبتمبر 2025

تسجيل

لبنان يقاوم والأمة نائمة

23 يونيو 2006

ان تقف امريكا ومن خلفها الغرب مع اسرائيل قد يكون معلوما ومقبولا، حتى بالمفاهيم التي تحملها (الرسل) الامريكية، وتسعى للتبشير بها، بدعوى الديمقراطية وحماية المدنيين وحقوق الإنسان. . . ، وما الى ذلك من قضايا تعمل الادارة الامريكية على تجييش قواتها، واحتلال دول من اجل ارساء الديمقراطية واستعادة حقوق الانسان كما تدعي وما العراق عنا ببعيد. ان تكون هذه المواقف المؤيدة للدولة العبرية صادرة من تلك الدول فهذا كما قلت قد يكون مفهوما، لوجود مصالح واهداف مشتركة، فلم تعد هناك قيم ومبادئ او مسوغات إنسانية للوقوف مع القضايا العادلة، انما هناك قوة هي التي تسيطر وتحكم، فليس بالضرورة الوقوف مع الحق، انما مع القوة، فلم نعد نطالب بالوقوف مع قضايا امتنا او الوقوف على الحياد، لكن ان نجد من الامة من يقف مع العدو فهذه هي الكارثة، وهذه هي البلوى التي ابتليت بها الامة. ما يحدث اليوم في لبنان، ومن قبله فلسطين يتحدث بنفسه عن ’’ التغطيات ’’ العربية للجرائم التي ترتكبها الدولة العبرية بحق اخواننا في هذه الاقطار، فلم يعد السكوت العربي سائدا كما كنا في سنوات مضت، فتلك مرحلة على الرغم من مراراتها كانت افضل مما هي عليه الآن، على اقل تقدير كان هناك سكوت، اما اليوم فقد انتقل السكوت الى تأييد مباشر او غير مباشر الى الدولة العبرية لسحق كل ما هو مقاوم في اراضينا المحتلة. القوى المقاومة سواء حزب الله او حماس او الجهاد وغيرها من قوى وفصائل المقاومة التي تدافع عن كرامة الامة، والتي تمثل اليوم رأس الحربة في دحر الاحتلال والهيمنة، لا اقول انها لا تجد دعما او مساندة عربية، بل تجد اصطفافا من قبل بعض الانظمة العربية للوقوف بوجهها، وتحريض (اسرائيل) لسحقها بكل ما اوتيت من قوة غاشمة. المقاومة لا تريد اليوم دعما من الجيوش ، وان كان هذا واجبا على الدول العربية، ولكنها تريد فقط مواقف، وعلى الرغم من ذلك فهذه المواقف المشرفة لم تصدر سوى من دول عربية تكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، وخير دليل على ذلك انه عندما دعي الى قمة عربية عاجلة لإنقاذ لبنان، وتأكيد الدعم العربي له، والوقوف معه في هذه اللحظات العصيبة، لم نجد سوى دول قليلة جدا ايدت الدعوة، في مقدمتها دولة قطر، التي اعربت عن مساندتها الكاملة للاشقاء في لبنان، ومن قبل ذلك الاخوة في فلسطين، وشددت على الحقوق العربية المسلوبة، ودعت الى وضع استراتيجية عربية تراعي مصالح الامة، وتنسجم مع تطلعات الشارع العربي. الهجمة الغاشمة على لبنان اليوم، ليس سببها قيام حزب الله بأسر جنديين (اسرائيليين) وقتل ثمانية، وهي خطوة شجاعة ومبررة بكل الاعراف والمواثيق الدولية، بل كان هناك برمجة لشن هذا العدوان من قبل الدولة العبرية، فحتى لو لم يقدم هذا الحزب المقاوم، والذي رفع رأس الامة، على هذه الخطوة، كانت (اسرائيل) ستفتعل سببا، وستحصل على القرار الأمريكي والأممي بتدمير لبنان بشرا وحجرا، فما يحدث اليوم على أرض لبنان جرائم لا يمكن وصفها، ففي الوقت الذي كان تركيز حزب الله على الاهداف العسكرية بالدرجة الاولى، لم تستثن الدول العبرية اية بقعة على أرض لبنان من الاستهداف، مستشفيات كانت او قرى آمنة او اطفالا رضعا او شيوخا ركعا، او نساء او بنى تحتية او سيارات اسعاف او مبان سكنية. . . ، وما الصور التي تردنا إلا نزر يسير مما هو اقدمت عليه الآلة العدوانية العسكرية الغاشمة في (اسرائيل). احد عشر يوما مضت ولبنان البطل يقاوم، وحزب الله يدافع عن الأمة، والأمة للأسف نائمة، حزب يقاوم المشروع الصهيوني، كما هو الحال في فلسطين، للهيمنة على المنطقة، وعلى العالم العربي والاسلامي، . . . ، انها مرحلة يتحدد فيها من ينحاز الى الامة، والى مشروعها النهضوي، والى من يستمرئ الذل والهوان، ويواصل الارتماء بأحضان الاعداء. لبنان رغم أوجاعه وما يمر به، اعتقد انه الاقوى اليوم، فما يبنى بالغد ستعمل (اسرائيل) ألف حساب قبل الاقدام على تدميره، فهناك قوة في لبنان تستطيع الوصول الى العمق الصهيوني، وترد بقوة، وتحمي الحق، وهو ما بحاجة اليه الامة، . . ، حق تحميه القوة. الشعوب العربية اليوم تكشفت أمامها معادن قادتها، فالأزمات التي تتعرض لها الأمة قد (عرت) البعض ، في حين كبر آخرون في عيون شعوبهم.