14 سبتمبر 2025

تسجيل

الإمارات.. تطبيع بلا خجل ومكانة بلا سند

23 مايو 2020

تسابق الإمارات الزمن هرولة نحو العدو الصهيوني، وكأنما تريد تعويض ما فاتها، مساء الثلاثاء 19 مايو أيار، وفي رحلة هي الأولى حطت طائرة إماراتية مملوكة لحكومة أبوظبي في مطار بن غوريون في تل أبيب قادمة من أبوظبي مباشرة لتكسر بذلك عقودا من القطيعة. لم تجد حكومة الإمارات وسيلة لتمرير هذه الرحلة التطبيعية المباشرة سوى الادعاء بأن الطائرة لم تكن تقل ركابا، بل كانت تحمل شحنة إمدادات طبية للفلسطينيين، وكأن الإمارات كانت عاجزة عن إيصال هذه الشحنة عن طريق مصر أو الأردن وهما دولتان صديقتان لها ولإسرائيل في الوقت ذاته، لكنها الجريمة التي تتدثر بعباءة الطهر، وبعباءة دعم الشعب الفلسطيني، وكم من الجرائم ترتكب باسم هذا الشعب!. رحلة الطيران المباشرة من أبوظبي إلى تل أبيب تزامنت أيضا مع حدثين آخرين، أولهما: إرسال الإمارات لإحدى طائراتها الفخمة لنقل إسرائيليين عالقين في المغرب بسبب أزمة كورونا إلى تل أبيب أيضا، وقد تسببت هذه العملية في أزمة بين الإمارات والمغرب حيث جرى التنسيق بين أبوظبي وتل أبيب دون علم الرباط، وهو ما تسبب في تأجيل إتمامها لبعض الوقت (لكنها تمت أخيرا وسط حفاوة صهيونية)، والحدث الثاني هو استعداد الإمارات لترؤس المجلس الاستشاري لوكالة الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) (حسب تغريدة لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قبل يومين)، وحتما ستستغل الإمارات رئاستها لهذه الهيئة الأممية، وتحت دعاوى تقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين في زيادة الرحلات الجوية المباشرة من أبوظبي وربما دبي أو عجمان أو الفجيرة إلى تل أبيب وربما القدس مباشرة، ولن تقتصر على نقل المعونات بل نقل الركاب بشكل تدريجي، خاصة أن هناك علاقات تجارية متنامية مع الكيان الصهيوني يلزمها حركة نقل جوي مباشر. تسارع الإمارات خطواتها نحو التطبيع الذي كان محرما من قبل في عهد مؤسسها الراحل الشيخ زايد، وكأنها تبدي ندمها على مواقفها السابقة، فالاجتماعات مع مسؤولي الكيان الصهيوني لا تتوقف سرا وعلنا، وفي أواخر العام الماضي غرد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد "إصلاح الإسلام: تحالف عربي إسرائيلي يتشكل في الشرق الأوسط"، وهي التغريدة التي رحب بها على الفور رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، وتماهى وزير الخارجية الإسرائيلي معها بتغريدة قال فيها "أعمل على تطوير مبادرة سياسية لتوقيع معاهدات عدم اعتداء مع دول الخليج"، وفي مارس الماضي، دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إلى تسريع وتيرة التطبيع بين الدول العربية و"إسرائيل"، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يساعد على التوصل إلى حل للصراع العربي - الإسرائيلي!.